يشتغلن ما يقارب ال15 ساعة في اليوم بين أداء المهام المنزلية والاشتغال المضني بالحقول، مع ما يتوفرن عليه من معرفة متميزة بمختلف الأنشطة الفلاحية، إنهن النساء القرويات اللواتي يؤمن 40 في المائة من النشاط الفلاحي، ويشكلن الفئة الأكثر هشاشة بالمجتمع التي تكابد من أجل تجاوز وضعية الهشاشة والإقصاء. واقع تم رصده خلال لقاء نظم بمراكش من قبل (معهد سيرفانتيس) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حول موضوع "نساء ومقاولات". واستنادا إلى أرقام وإحصائيات، أبرزت فتيحة عصام، المسؤولة بالمديرية الجهوية للفلاحة، أنه على الرغم من كون النساء القرويات يمثلن أزيد من 40 في المائة من اليد العاملة بالقطاع الفلاحي ويساهمن في 93 في المائة من الأنشطة الفلاحية والشبه فلاحية، ويشغلن 80 في المائة من أنشطة تربية المواشي، فإنهن لا يوجدن إلا على رأس 5 في المائة من الضيعات الفلاحية. ويبقى حظ النسوة بالعالم القروي من العمل المضني والشاق بالميدان الفلاحي عدم الاعتراف بما يبذلهن من جهود وما يتحملن من تعب. وأوضحت فتيحة عصام، بهذا الخصوص، أن النساء يتلقين مقابل اشتغالهن في الحقول أجورا زهيدة دون ضمان لأدنى حقوقهن أو بروز ما يوحي بتحسين ظروف عيشهن. وأبرزت أن غالبية الأعمال المزاولة من قبل النساء تكون محفوفة بالمخاطر وذات طابع موسمي، كما أن اشتغالهن لحسابهم الخاص في الضيعات العائلية يرافقه ضعف على مستوى آليات ووسائل تثمين منتوجاتهن وخاصة فيما يتعلق بالتلفيف والتسويق. وانطلاقا من وضعيتها الاجتماعية والإكراهات المتعددة المرتبطة بالتقاليد، فإن المرأة بالعالم القروي لا تلج للوسائل المتاحة لتطوير القطاع الفلاحي إلا بنسبة ضئيلة. وسجلت المتدخلة أن الولوج إلى التمويلات المخصصة للأنشطة الفلاحية وحملات تعميم التقنيات الفلاحية (تخصص في الغالب لفائدة الرجال داخل المساجد) لا تمس اليد العاملة الفلاحية النسوية إلا على نحو ضعيف. وبالإضافة إلى ذلك، تضيف السيدة فتيحة عصام، فإن معدل الأمية المرتفع بين صفوف النساء بالوسط القروي يجعلهن غير قادرات على الاستفادة بشكل أفضل من عمليات نشر وتعميم هذه التقنيات، مؤكدة أن الشق الأكبر من النظام الحالي لنشر المعلومة والتكوين ينصب على الرجال. ووعيا منها بهذا الواقع، فإن الأطراف المكلفة بالقطاع الفلاحي تسعى إلى تغيير هذا المعطى من خلال مخطط (المغرب الأخضر) الذي يولي أهمية خاصة للفلاحة التضامنية مع إعطاء مكانة متميزة لمقاربة النوع التي أضحت ذات بعد محوري ضمن الاستراتيجية القطاعية للتنمية. كما أن مخطط (المغرب الأخضر) يولي أهمية خاصة للنساء القرويات من خلال تأمين مبدأ المساواة في الولوج إلى مختلف البرامج والمشاريع ذات الصلة بالتنمية الفلاحية.