قالت تقارير إخبارية ،أمس الأحد ،إن اجتماعاً مُفاجئاً ضم مسؤولين مصريين وجزائريين ،عُقد في مقر وزارة الخارجية المصرية ،لمُناقشة الأوضاع المُتدهورة في ليبيا، في ظل تضارُب الأجندات الإقليمية والدولية بخُصوص الملف الليبي. وضم اللقاءُ ،وزيري الخارجية المصري سامح شكري ووزير الدولة للشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل ،إضافة إلى خالد فوزي رئيس المُخابرات المصرية ونظيره الجزائري محمد بوزيت. ويقول مُراقبون في مصر،إن اللقاء الرباعي الذي عقد ظهر أمس بالقاهرة ،يُمثل نقلة مُهمة ويُعزز الرؤية المصرية الرسمية للأزمة في ليبيا ؛لكنهم حذروا في الوقت ذاته من الإفراط في التفاؤل أو توقع أن تُغير الجزائر موقفها القائم على "رؤيتها للحوار" بين الأطراف الليبية .فالمؤسسة العسكرية الجزائرية، التي تمتلك حيزاً مُؤثراً في عملية اتخاذ القرار،يُضيفون ، لها قناعة بأن "الحوار هو الاستراتيجية المثلى للتعامل مع المتطرفين". وبالمُوازاة مع ذلك ،كشفت مصادر مصرية ،عن أن "القاهرة حذرت الجزائر مُنذ فترة من مخاطر انفتاحها على التيار الإسلامي المُتشدد في ليبيا، في الوقت الذي تقف منه القاهرة موقفا صارماً ،وتسعى إلى تهميشه وتضييق الخناق عليه ،بينما تسببت سياسة المُرونة التي تنتهجها الجزائر تجاه الإسلاميين في إحراج مصر في أكثر من مُناسبة". ويأمل المسؤولون المصريون ،في إمكانية "دفع الجزائر إلى إعادة النظر في توجهاتها السابقة التي قادتها إلى التمسك بالحل السياسي ،وتجاهل المُمارسات الإرهابية التي تقوم بها مجموعات مُصنفة باعتبارها تنظيمات إرهابية في ليبيا". يُذكر أن الوزير المُنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية، عبد القادر مساهل، كان قد صرّح في وقت سابق ،عن كون الجزائر استقبلت ما يقرب 200 شخصية ليبية ،خلال المدة الأخيرة ،عقدت عدة لقاءات سرية توِّجت بتوقيع عدة اتفاقيات فيما بينها ؛وهو ما عزَّز الشكوك لدى الكثيرين حول الدور الغامض لسُلطات قصر المُرادية فيما يخص الملف الليبي وملفات أخرى ذات صلة به.