طاطا/07 مارس 2015/ ومع/ كافحت رئيسة جمعية الأمل النسوية للتنمية والثقافة والرياضة والفن السيدة ايجة المختاري من أجل بلورة فكرتها وخلق فضاء نسوي يلتئم فيه نساء دوار أيت ويران بالجماعة القروية تسينت (70 كلم عن طاطا) ليعود بالنفع عليهن ويسهم في تنمية قدراتهن المهنية والمعرفية. لم تتوان السيدة ايجة، التي تبلغ من العمر 64 سنة، عن طرق أبواب مؤسسات حكومية ومنظمات غير حكومية، وكابدت عناء السفر والتنقل بين مدينتي طاطا والرباط لمرات متتالية للتعريف بمشروعها التنموي، ليتأتى لها ذلك سنة 2014 بفضل إلحاحها وجهدها الدؤوب وتحظى بدعم من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والوكالة البلجيكية للتنمية والمجلس الإقليمي والجماعة القروية لتسينت والجماعة السلالية لأيت ويران. واستطاعت أن تقنع الجهات المدعمة لتمويل مشروعها "الحلم" باعتمادات مالية تقدر بحوالي 600 ألف درهم وبناء فضاء نسوي يضم قاعات للخياطة والطرز والمطالعة وروض للأطفال ومرفق إداري يمكن نساء المنطقة من إبراز مؤهلاتهن الإبداعية في مجال الخياطة والطرز وإنتاج السلال وتثمين المنتوج المحلي بالإضافة الى تلقي دروس في محاربة الأمية. واستطاعت جمعية الأمل النسوية للتنمية والثقافة والرياضة والفن التي تديرها السيدة ايجة بمعية من زميلاتها أن توقع اتفاقية شراكة مع مندوبية التعاون الوطني لطاطا التي رصدت لها مبلغا ماليا سنويا خصص للتسيير وقدم لها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كتب عديدة ومتنوعة ليستفيد منها أبناء ساكنة منطقة تسينت خصوصا وإقليم طاطا عموما. وعبرت السيدة المختاري ايجة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن سرورها لتحقيق حلمها الذي انتظرته طويلا وخلق فضاء يجمع عدد من نساء تسينت ويساهم في تعزيز قدراتهن المهنية وتبادل الخبرة والتجربة في حرف متعددة ويكون له وقع كبير في تحسين مستوى عيشهن، مجددة امتنانها الكبير لكل المساهمين في خلق هذا المشروع الاجتماعي والتضامني الذي سيساهم في تنوير المرأة القروية والرفع من كفاءتهن المعرفية والثقافية. وأوضحت أن هذا المشروع النسوي كان له وقع جد إيجابي على الساكنة وساهم في محاربة الهدر المدرسي في صفوف الأطفال وشجع فتيات المنطقة للاستفادة من دروس محو الأمية وتكوينات في مهن تنفعهن في حياتهن اليومية بالإضافة الى استغلال الطالبات والطلاب للمكتبة وقاعة المطالعة التي تتواجد بمقر الجمعية من أجل التحصيل الدراسي ونيل المعرفة. ومكن أيضا نساء دوار أيت ويران من تنمية قدراتهن المهنية والمعرفية وخلق مورد محلي بالإضافة الى التعرف على جمعيات أخرى وربط علاقات معها للاستفادة منها. وأكدت السيدة ايجة التي انخرطت في العمل الجمعوي والعمل التطوعي منذ سنة 2002 أن الإكراهات التي تعترض ساكنة المنطقة تتمثل في بعد دوار أيت ويران عن طاطا المركز بحوالي 70 كلم وعن المدن الكبرى بأزيد من 300 كلم مما يسبب عائقا كبيرا في تسويق المنتجات المحلية التي أبدعتها نساء المنطقة، داعية في هذا الصدد الجهات المعنية لمساعدة النساء القرويات عموما للمشاركة في المعارض الإقليمية والجهوية والدولية. وفي الختام، دعت السيدة ايجة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الى الانخراط القوي للنساء في العمل الجمعوي والسياسي من أجل تعزيز حقوقهن ومكتسباتهن لتحتلن مناصب قيادية رفيعة ويشاركن في دفع عجلة التنمية والبناء في وطنهن.