اعتبر فاعلون محليون في القطاع السياحي ومنتخبون على مستوى إقليمتاونات أن برنامج التنمية المندمج للسياحة القروية والطبيعية الذي يجري إعداده حاليا يشكل آلية جد مهمة لتنمية وتطوير القطاع السياحي بالإقليم وتثمين موارده الطبيعية والثقافية والحضارية . وأكد المتدخلون خلال لقاء تواصلي عقد مؤخرا بمقر عمالة الإقليم خصص لبحث ومناقشة مختلف التصورات الكفيلة بتفعيل برنامج التنمية المندمج للسياحة القروية والطبيعية وإثرائه بالأفكار والمقترحات أن المقاربة التي يتم نهجها لإنجاح هذا البرنامج تروم تثمين المؤهلات السياحية بمختلف المناطق التابعة للإقليم وخلق دينامية اقتصادية واجتماعية بالمنطقة . وأضافوا أن هذا البرنامج سيمكن من وضع خارطة طريق لتنمية السياحة القروية والطبيعية بإقليمتاونات الذي يزخر بمؤهلات واعدة بإمكانها أن تشكل أرضية خصبة لانطلاق القطاع السياحي، مشيرين إلى مختلف الإكراهات التي تعيق نمو القطاع والمتمثلة بالخصوص في ضعف البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية والنقص المسجل على مستوى الشبكة الطرقية وغيرها . وشددوا على ضرورة أن تقوم الجهات والمؤسسات المعنية بتنمية وتطوير القطاع السياحي بالإقليم بإعداد بطائق تقنية للبرامج المقترحة تتمحور حول الاستقبال والتعريف بالمؤهلات السياحية مع خلق مدارات سياحية وبنيات التنشيط السياحي والإيواء . وأكدوا على أهمية إحداث أقطاب سياحية تقوم على مشاريع مهيكلة تتقاطع فيها مختلف المؤهلات الطبيعية والمجالية والبيئية والثقافية والرياضية والروحية بمختلف مناطق الإقليم حسب خصوصيات كل منطقة . وكان السيد حسن بلهدفة عامل إقليمتاونات قد أكد في بداية هذا الاجتماع الذي حضره ممثلو الشركة المغربية للهندسة السياحية ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال إلى جانب المنتخبين وممثلي الجماعات المحلية وبعض الفاعلين في المجال السياحي، أن هذا اللقاء التواصلي يندرج في إطار تفعيل الاستراتيجية التي اعتمدتها السلطات العمومية المشرفة على القطاع السياحي والتي انبثقت عن عقد البرنامج الوطني الذي تم اعتماده سنة 2010 والذي يجمع بين مختلف الشركاء سواء في القطاع العام أو الخاص . واوضح أن هذه الاستراتيجية تستهدف بالأساس تنمية وتطوير القطاع السياحي من خلال تثمين المؤهلات التي تتوفر عليها كل منطقة وخلق منتوج سياحي مندمج وقيمة ذات جاذبية تمكنه من اكتساب صفة وجهة سياحية قائمة الذات . وأشار إلى أن برنامج التنمية المندمج للسياحة القروية والطبيعية بإقليمتاونات يروم خلق عرض تكميلي خاص بالسياحة القروية والطبيعية من خلال إحداث مسارات سياحية جديدة تمكن من تثمين الموارد الطبيعية والثقافية والحضارية لكل المناطق التابعة للإقليم مع جعل قطاع السياحة محركا للتنمية المحلية . واوضح أنه تم في هذا الإطار عقد اتفاقية شراكة بين مختلف القطاعات الوزارية المعنية ستشكل أرضية للاتقائية مجهودات مختلف الشركاء على المستوى المركزي والجهوي والإقليمي من خلال إحداث هياكل للتتبع وتفعيل إنجاز مختلف المشاريع التي يتضمنها برنامج التنمية المندمج . ودعا مختلف الفاعلين والمتدخلين إلى تفعيل هذا البرنامج وإثرائه بمقترحات ومشاريع تستجيب لمتطلبات إدماج المنتوج السياحي في سياق التنمية المحلية المستدامة وتتماشى مع توجهات الطلب السياحي الوطني والدولي، مشيرا إلى أن من شأن هذا البرنامج أن يساهم في تثمين المؤهلات الطبيعية والثقافية لإقليمتاونات والتي تتشكل من غطاء نباتي وغابوي متنوع وسدود وبحيرات تلية ومآثر تاريخية ومهرجانات ومواسم دينية يمكنها مجتمعة أن تجعل من الإقليم إذا ما تم استغلالها على الوجه الأكمل قطبا سياحيا بامتياز .