أكد المشاركون في الدورة الثانية للمنتدى الإفريقي للصحة بمراكش "أفري سونتي"، المنظم على مدى يومين بمراكش (25 و26 فبراير)، أن الاستثمارات الخاصة بقطاع الصحة بإفريقيا تعد ضرورية من أجل الاستجابة للطلب المتنامي على الخدمات الصحية وتقديم خدمات تتسم بالجودة ومتاحة للجميع. وأبرز المشاركون في هذا الحدث الإقليمي والسنوي لقطاع الصحة بشمال وغرب ووسط إفريقيا، المنظم حول موضوع "إفريقيا في زمن الإصلاحات"، أن التحسين الشامل للخدمات الصحية بالقارة السمراء يمر بالضرورة عبر تفعيل سياسات عمومية تدمج القطاع الخاص. واعتبروا أن تدخل القطاع الخاص، كيفما كان شكله، يشكل مساهمة ضرورية في تطوير الأنظمة الصحية من أجل الاستجابة لانتظارات الساكنة الإفريقية والارتقاء السريع نحو تحقيق أهداف الألفية للتنمية. وأضاف المتدخلون أن فتح قطاع الصحة في وجه القطاع الخاص يمكن أن يساهم في حل مشكل التمويل والبنيات التحتية الغير كافية وغير ملائمة وسد الخصاص الحاد على مستوى العاملين المؤهلين بميدان الصحة، وكذا وضع حد لسوء الحكامة الذي يسود تدبير النظام الصحي. من جهة أخرى، سجل المتدخلون أن غالبية المقاولات العاملة في ميدان الصحة بإفريقيا هي مقاولات صغيرة تسير من قبل مالكها وذات مردودية محدودة. واعتبروا أن من شأن تقديم تحفيزات ضريبية للمؤسسات الصحية الخاصة، أن يتيح للمقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة بالقطاع إمكانية القيام تدريجيا بدور ريادي من خلال ابتكار نماذج مع التركيز على تكاليف منخفضة وتوفير الرعاية الصحية بأسعار معقولة. وأكدوا أن القطاع الخاص بميدان الصحة لا يمكنه أن يتطور دون تسهيل إجراءات الولوج للتمويلات، داعين إلى تبسيط عمليات الدمج بين المختصين بالقطاع حتى تتمكن المقاولات من تطوير نشاطها. وتناقش دورة هذه السنة، المنظمة من قبل "إي كانفيرانس" تحت إشراف وزارة الصحة، موضوعا محوريا يهم تحديات ورهانات إصلاح قطاع الصحة بإفريقيا. ويشكل هذا المنتدى، الذي يعرف مشاركة أزيد من 200 مهني من إفريقيا وباقي دول العالم إلى جانب مسؤولين حكوميين يمثلون العديد من البلدان الإفريقية، مناسبة للتبادل حول المحاور الأساسية لتنمية سوق القطاع الصحي وتحديد آفاق تطوره على مستوى القارة السمراء. ويسعى هذا الحدث الإقليمي والسنوي لقطاع الصحة بشمال وغرب ووسط إفريقيا إلى أن يشكل أرضية حقيقية للقاءات الثنائية والنقاشات والتبادل بين الحكومات والمهنيين والفاعلين بالقطاع وهيئات التمويل والتعاون والخبراء الدوليين. وتتمحور النقاشات، بالخصوص، حول طريقة عمل الأنظمة الصحية الإفريقية والفرص الجديدة المتعلقة بإضفاء قيمة مضافة على هذا القطاع بالمنطقة.