قال فرج هاشم المتحدث باسم البرلمان الليبي الأربعاء إن رئيس المجلس المنتخب اقترح تكليف اللواء خليفة حفتر قائدا للجيش. ويظهر هذا القرار التأثير المتزايد للشخصيات العسكرية في الحكومة والبرلمان المعترف بهما دوليا. وكانت هذه الحكومة أجبرت على العمل من شرق ليبيا منذ أن سيطرت مجموعة منافسة تدعى فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في الصيف الماضي. وأضاف "السيد عقيلة صالح 'رئيس مجلس النواب' أعلن ومن القبة تكليف خليفة حفتر... كل النواب موافقون على خليفة". وتابع أن قرار التعيين ما زال بحاجة إلى توقيع صالح عليه. وظهر حفتر الذي كان لواء في الجيش بصفته الرجل القوي في الشرق حيث مقر رئيس الوزراء المعترف به دوليا عبدالله الثني. وساعد حفتر في وصول معمر القذافي إلى السلطة ثم اختلف معه في الثمانينات وانضم عام 2011 إلى الانتفاضة على حكمه. مع انطلاق الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافي في ليبيا عام 2011، تولى حفتر، المولود عام 1949، منصب قائد القوات البرية في القيادة العسكرية العامة لمقاتلي المعارضة الليبية. وبدا واضحا خلاف حفتر مع المجموعات المسلحة التي هيمنت على البلاد، خاصة المتشددة منها والمرتبطة بقوى خارجية. وفي مطلع عام 2012 أوصى حوالي 150 ضابطاً من الجيش بتعيين اللواء خليفة حفتر رئيساً للأركان، لكن السلطات الانتقالية وقتها رفضت ذلك وعينت ضابطاً آخر في المنصب. وعاد حفتر للواجهة مرة أخرى مطلع العام لدى دعوته لتحرك عسكري ضد السلطة الليبية الجديدة، حيث ظهر في خطاب متلفز يعلن تعليق عمل الحكومة وكذلك أعلن عما أسماه "خريطة طريق" جديدة لمستقبل ليبيا السياسي. إلا أن محاولته لم تكلل بالنجاح، وسخر منه رئيس الوزراء وقتها علي زيدان الذي انتهى به الأمر هو نفسه مخطوفاً من قبل جماعات متشددة ثم مطروداً من قبل المجلس الوطني الانتقالي. ودمج حفتر قواته مع قوات الجيش في الشرق لمحاربة الجماعات الإسلامية والحكومة الموازية. وبينما تمكن التحالف من استعادة بعض الأراضي في بنغازي تعرض حفتر لانتقادات بسبب إصداره أوامر بتوجيه ضربات جوية لمطارات وموانئ مدنية. ويقول منتقدون إن حفتر يهمش الثني ويعتبر نفسه النسخة الليبية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري الذي أعلن عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وتتهم الحكومة الموازية التي تسيطر على طرابلس وجزءا كبيرا من غرب ليبيا حفتر بمحاولة إعادة إنتاج دولة القذافي البوليسية. ولكن حفتر يتمتع أيضا بتأييد بعض الناس العاديين المحبطين من المصاعب الموجودة في شرق البلاد حيث جعل الصراع بين الحكومتين المتنافستين البنزين والكهرباء والأدوية شحيحة. وطالب محتجون في الأسابيع القليلة الماضية في المدن الكبرى بشرق البلاد بأن يستقيل الثني ويسلم السلطة لمجلس عسكري بقيادة حفتر. وتعمل حكومة الثني جاهدة على إحداث تأثير بينما تعمل في فنادق في مدينة في شرق البلاد. وسعت للتعامل مع انتقادات وجهتها شخصيات عسكرية وصفته بأنه ضعيف. واتهم الثني الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أمس بالامتناع عن تقديم أسلحة لقواته.