و نحن نتحدث عن حزب الاستقلال بتاريخه الكبير على امتداد سنوات من النضال و العطاء في الساحة السياسية لابد ان نستحضر نخبة من الشخصيات البارزة التي تعاقبت على الحزب، إن على مستوى التأطير و التكوين أو حتى على مستوى التسيير و التدبير ، بداية من الفاسي الاب الروحي لكل رجالات الميزان ، و انتهاء بالفاسي الابن الذي رحل و ترك سدة الحكم لرجل ربما اضر تواجده بالأمانة العامة للحزب اكثر مما ساعدها للخروج من هذه الكبوة السياسية و الاحتضار الكبيرين ، نتحدث اليوم عن شخصية حميد شباط الذي تخطى كل الحواجز ، الذي دق آخر مسمار في نعش الحزب ، و انهى امبراطورية آل الفاسي التي عمرت لزمن طويل ... منذ اعتلاء شباط رأس الامانة العامة لحزب الاستقلال لم تخرج سلوكيات الرجل و ردود افعاله عن نطاق الارتجال و الطيش وازاها استهجان كبير لدى شريحة عريضة من المغاربة الذين اعتبروا تلك التصرفات مراهقة سياسية أفقدت الحزب قيمته و هيبته بين نظراءه في الاطياف السياسية الأخرى ما جعل أبناء علال الفاسي يتراجعون تدريجيا في سلم و تيرمومتر شعبية الحزب على المستوى الوطني . و لم تكن الهجمات الموجه من شباط ضد رئيس الحكومة إلا كالذي ينفخ في الرماد ، لم تؤدي بنكيران بقدر ما لوثت ثياب شباط و من معه ، خرجات اعلامية لم تكن موزونة و لا حتى منطقية ، و انتقاد من اجل الانتقاد فقط ، بداية من مسيرة " الحمير " بالرباط مرورا بمعركة البرلمان عقب خطاب الملك ، و انتهاء باتهامه لرئيس الحكومة بعلاقته ب " داعش " و " الموساد " و " سرقة اموال الشعب " .... الشعب المغربي ليس بالغبي حتى يقبل بمثل هذه الترهات و الخزعبلات الفارغة ، و ما انتقاد جلالة الملك في إحدى خطاباته التاريخية بقبة البرلمان إلا تأكيد صادق عن عدم رضاه للمستوى الذي اصبحت تمارس به المعارضة في ظل تواجد رجل مشاكس من قبيل شباط الذي اثار سخطا شعبيا ، قد يكون له لا محالة أثرا بالغا على الحزب خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فيما يشبه العقاب المنطقي لحزب تخلى عن النخب السياسية الحقيقية ، و آثر رفع أمر قيادته لرجل قيل عن ماضيه ما قيل . لأجل ذلك تناثرت أخبار مؤخرا عن سعي جهات داخلية بالحزب للإطاحة بشباط من خلال مؤتمر استثنائي و الاتجاه صوب الاستنجاد بكريم غلاب أو توفيق احجيرة ، في محاولة لانقاد ماء وجه الحزب قبيل موسم الانتخابات الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا اشهر معدودات ، و امام هذا الوضع الشائك تسائل العديد عن حظوظ حزب الاستقلال خلال الاستحقاقات المقبلة في ظل استمرار حميد شباط على رأس الامانة العامة لحزب الاستقلال