«الحولي هو سباب في هاذ السيبة..». جملة أوجز فيها بعض البيضاويين ما يعيشونه هذه الأيام من مظاهر الفوضى والتسيب في الشوارع والأزقة و الحدائق والأسواق، حيث تحولت كل التجمعات الشعبية وبعض الأحياء الراقية إلى معارض مفتوحة لبيع الأكباش و«جلبانة والفاخر والطواجن والبصلة» وأي شيء قد يخطر على بال المنشغلين بعيد الأضحى المقبل.الأرصفة وجوانب الطرقات وساحات الأحياء السكنية، اتخذها التجار الموسميين أمكنة قارة لعرض بضائعهم في الهواء الطلق أو تحت سقف خيام عشوائية. أما الساحات المتربية والحدائق العمومية والمدارات الكبيرة ومفترقات الشوارع العريضة و«الماكازات»، فقد أصبحت بقدرة قادر «رحبات» لبيع الأضاحي بدون أي ترخيص من السلطات المحلية. فقبل حوالي أسبوعين من حلول عيد الأضحى، انطلقت حملة العاطلين والباعة المتجولين في الترامي على فضاءات الملك العمومي، التي كانت منفلتة أو محررة من هذا الاحتلال، مما ضاعف من إرباك وعرقلة حركة السير، وزاد من وتيرة الفوضى والضجيج في الأماكن العامة والأحياء السكنية. أكوام «جلبانة والفاخر والبصلة» وقطعان الغنم والماعز والبقر أيضا، صارت من المشاهد العامة في العديد من أحياء الدارالبيضاء، فانطلاقا من أقصى البرنوصي، مرورا بسيدي مومن والحي المحمدي وعين السبع، وانعراجا نحو سباتة وسيدي عثمان وعين الشق وسيدي معروف، وتوجها جهة الحي الحسني والولفة ثم المعاريف ودرب غلف وباقي تخوم وسط المدينة، لا يمكن أن تجد استناء لهذه الأجواء المرتبطة بأيام عيد الأضحى إلا في مناطق سكنية أو تجارية محددة، أغلبها من فئة «الأحياء الراقية جدا، حيث أصبح «الحولي» وتوابعه من المعروضات، مناسبة لمزيد من خرق القانون وحجة لاحتلال الملك العمومي أمام تغاضي أو عجز السلطات المحلية على تحمل مسؤوليتها في محاربة هذا التسيب والفوضى، الذين يتسببان في إزعاج السكان ومستعملي الطريق، وفي تفاقم تراكم الأزبال والمخلفات، بالإضافة إلى تكبيد الصناديق الجماعية خسائر جبائية جراء استغلال أماكن تابعة للدولة دون دفع الرسوم المستحقة بالرغم من المداخيل التجارية، التي تقدر بملايير السنتيمات في أيام معدودة قبل «العيد الكبير».