أضحت ألغاربي، الموقع السياحي البارز بالبرتغال، من الآن فصاعدا حاضرة على جدول أعمال المنعشين السياحيين المغاربة الذين يتزايد اهتمامهم بمؤهلات هذه المنطقة الواقعة غير بعيد عن السواحل الأطلسية للمملكة. وتستقطب المنطقة سنويا ما لا يقل عن ستة ملايين سائح، من بينهم أربعة ملايين أجنبي، قادمين للاستمتاع بأشعة الشمس والشواطئ الممتدة على طول مئة كيلومتر، وأيضا بتقاليد البرتغاليين العريقة في الاستقبال والضيافة. وتضاعف تبادل الزيارات بين المسؤولين المحليين والمنعشين السياحيين من البلدين مؤخرا، لصالح تقارب وتقوية علاقات الشراكة التي من شأنها تشجيع التدفقات السياحية في الاتجاهين. وقال مدير المجلس الجهوي للسياحة بطنجة-تطوان السيد عبد الغني ركالة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش ندوة نظمت بفارو حول موضوع "المغرب، وجهة سياحية قريبة ومكتملة"، "نطمح لإرساء شراكة مربحة للطرفين مع منطقة ألغاربي القريبة جدا من طنجة". وأضاف السيد ركالة أن ذلك يتطلب أولا مواجهة العائق الرئيسي المتمثل في النقل، مشيرا إلى أن الطرفين يبحثان إرساء خط بحري يربط فارو بمدينة طنجة. وتابع "بعد ذلك، سنتبع نفس المنهجية لإطلاق خط جوي بتعاون مع شركة (طاب) البرتغالية ومن الجانب المغربي مع (إير أرابيا)"، مبرزا أن الجهود تتجه حاليا نحو تطوير الاتصالات مع ميناء طريفة الذي يمثل الفرصة الوحيدة والفريدة لجلب زبائن ألغاربي. كما أعلن مدير المجلس الجهوي للسياحة أن وفدا من فاعلي الأسفار البرتغاليين سيحل بالمغرب خلال أشهر لتدارس إمكانية جلب سياح ألغاربي، ليس فقط من البرتغاليين وإنما من الزبائن الدوليين، مذكرا بأن المنطقة تتركز فيها لوحدها 60 في المئة من القدرة الإيوائية للبرتغال. من جهته، لم يخف عمدة ألبوفيرا كارلوس سيلفا إي سوسا تحمسه لإطلاق المبادلات السياحية مجددا بين مدينته ومختلف جهات المغرب، خاصة مدينة الجديدة التي تربطها بها اتفاقية توأمة. وجدد السيد إي سوسا التأكيد على رغبته في بث الحياة مجددا في هذه التوأمة من أجل الصالح المشترك للمنطقتين، مركزا على ضرورة تثمين التاريخ والتراث المشترك للمدينتين. أما مدير المجلس الجهوي للسياحة دكالة-عبدة السيد عبد الله بكريم فأشار، من جانبه، إلى أن المنطقتين تزخران بقدرات سياحية هامة جدا وتوفران تقريبا نفس المنتوجات المتمحورة حول سياحة الاستجمام. وبعد العديد من لقاءات الأعمال في مختلف مدن ألغاربي (يومي 23 و24 يناير)، خاصة في فارو وألبوفيرا، أعرب المسؤول بالمجلس الجهوي للسياحة عن تفاؤله بمستقبل علاقات التعاون الثنائي التي تلوح واعدة. واعتبر القنصل الفخري للمغرب في ألغاربي خوسي ألبيرطو ألغريا، في تصريح للوكالة، أن هناك حاجة ملحة لدى البلدين لإعادة اكتشاف بعضهما البعض. ولاحظ أن الزوار المغاربة لمدن ألغاربي هم قلة، إلا أن هؤلاء الزوار، خاصة من الأسر، يعجبون بالبلد ويعيدون زيارته، مشددا في هذا الصدد على أهمية التواصل والحملات الترويجية في تشجيع التعارف المتبادل بين البلدين. ومن بين الفرص المفتوحة أمام فاعلي البلدين، أشار السيد أليغريا إلى إمكانية اقتراح إقامات أو مسارات تشمل من البرتغال والمغرب، بشكل يجلب السياح الذين يقيمون في كلا البلدين. وتم تنظيم ندوة فارو من طرف السفارة المغربية بلشبونة، بتعاون مع وزارة السياحة، والمكتب الوطني المغربي للسياحة وبلدية فارو وجامعة ألغاربي. وعلى هامش هذه التظاهرة، تمكن المسؤولون والمنعشون السياحيون المغاربة من لقاء نظرائهم البرتغاليين وإجراء زيارة للبنيات التحتية السياحية الرئيسية الواقعة بمدن فالي دو لوبو، وكينطا دو لاغو، وفيلامورا، وألبوفيرا. وحققت السياحة، القطاع الاستراتيجي في البرتغال، نهاية نونبر الماضي 9,6 مليار أورو واستقطبت 15 مليون سائح.