العالم العربي يشهد تغييرا كبيرا في خريطته السياسية ، الكل يتأهب للغد المجهول الذي قد يأتي بغتة ، حب السلطة الأعمى و الأعرج و الأطرش و الأصم و الأبكم يصنع اليوم الحدث ، من الشعب إلى الشعب ، الدكتاتور العجوز لم نعد نريد له وجودا ، و اللوبيات الغربية لم تعد تؤثر فينا كوننا متنا منذ زمان فما الحاجة إلى العيش إذن إذا لم نعش حياة كريمة ؟ ، الحوار التالي بين مبارك و الشعب المقهور و إسرائيل و أمريكا تجسيد لما وقع و ما سيتلو ما وقع . العجوز مبارك : أنا و الله يا شعبي العزيز ما قدرت على فراق هذه الأريكة المريحة و الجاثمة على ظهوركم منذ ثلاثين سنة ، و إنني أفاوض عزرائيل في منتجع شرم الشيخ عله يتركني حيا نكاية بالفراعنة و سوف أهديه أرواحكم و كل الجمال و الأحصنة المرابطة في ميدان التحرير ، أنا قائدكم الأعلى طيار من الطرازالرفيع لا يأبى الذل و المهانة إلا مع أسياده في أمريكا و إسرائيل .
الشعب : أتعلم خطورة ما تقدم عليه أيها العجوز ذو الخامسة و الثمانين عاما ؟ إنك تخرِّف في أواخر عمرك و تريد تسيير مصر و رئاستها كأنها دمية و نحن لك بالمرصاد و لن ندعك لأن كلام العجوز لا يؤخذ بعين الإعتبار إنه يفتقد شرط الإفادة و فيه من كثرة الخرَف الكثير من الجنون . رواه النحوي سبويه بمتن و سند صحيحين .
العمة أمريكا : من حق الشعب أن يطالب بحرياته و حقوقه العالمية و من حق خادمنا مبارك أن يطالب بعقوقه و حربائيته العالمية ، و القانون يقول أنه إذا ما تعادل فريقان متطاحنان حول الحقوق العالمية فالرابح يكون الجهة التي مالت إليها سليلتنا إسرائيل المقدسة . رواه أوباما بضغط من اللوبي الصهيوني و الموساد و نقلا عن جميع رؤساء أمريكا بالترتيب .
السليلة إسرائيل : شكرا لك يا أمريكتي العزيزة الحبيبة و الله إني حائرة فكلا الفريقين قدم مستوى جيدا في هذه المعركة ، و إني و الله لحائرة كما قلت آنفا ، و لكن أعتبر الفريقين قد ربحا معا ، و لكن قانون اللعبة يفرض اختيار طرف على حساب طرف آخر ، مع العلم أنني سوف أتابع الطرف الخاسر عن كتب و سأقدم له يد العون ، و هذا بطبيعة الحال لن يكون سوى بنجاح خادمنا و مهمازنا الأمين السيد حسني مبارك ، فهو سيكون همزة وصل بين أوستوديو إسرائيل و الشعب المصري ، فليتقدم سعادة الرئيس الهمام إلى الركح و الخشبة ليتسلم جائزته المباركة ، و ليدلي بكلمة في هذا الصدد .
العجوز مبارك : شكرا لك يا إسرائيل الحبيبة على إطرائك ، و سأكون إن شاء الشيطان عند حسن ظنك ، كما لن أتوانى في لعب دور همزة الوصل بينك و بين شعب الكنانة الجاثم تحت أحذية كلابك الوفية بالشرق الأوسط ، كما لا تفوتني الفرصة للشد بحرارة على يد عمي باراك أوباما لأنه تذكر حسن الجوار بين مصر و كينيا ، و لا تفوتني الفرصة أيضا دون أن أدعو وزرائي العجزة ذوو الستين سنة فما فوق إلى العمل سويا من أجل قهر سكان القاهرة المقهورين أصلا .
أمريكا : صفقوا لمهمازنا المبارك .
الشعب مقاطعا : بالروح بالدم نفديك يا شهيد ، عاشت مصر بدون مبارك ، عاشت مصر بدون ملعون ، إرحل أيها الطيار فالطائرة تنتظرك إرحل إلى غير رجعة ، و الشعب خرج و بعد الخروج لن يكون دخول إلا بعد خروج المهماز الذي لن نرضى بأن يعود .
إسرائيل السليلة : نناشد الشعب المصري لكي يلازم دياره فنحن قادمون لا محالة ، الصواريخ مصوبة ، القنابل مصنفة ، الجواسيس مجهزون ، ليحيى مبارك ، ليحيى جزار الشرق الأوسط ليحيى ...
الشعب يقاطع : استفيقوا أيها الجهلاء فدم الفلسطينيين وحده كاف بأن نعلن رحيل المهماز .