مسألة الحسم النهائي في اختيار المغرب كبلد منظم لمونديال الاندية لنسختي 2013 و 2014 أصبحت مسألة وقت لا غير, خاصة بعد أن أصبح المغرب المرشح الوحيد لتنظيم العرس العالمي. الغريب في الامر أن الكل قام بالضغط على الجامعة ووزارة الشباب الرياضة للتقدم بطلب التنظيم هذا و أجمع كل المراقبون و الاعلاميون بدون استثناء على ضرورة تنظيم بطولات عالمية قبل الدخول مرة اخرى في الصراع على شرف احتضان كأس العالم للمنتخبات الذي فشل المغرب في كسبه في أربع مناسبات. وعندما أصبح المغرب المرشح الوحيد تحولت هاته الأصوات لتصوب أسلحتها اتجاه من ذهبوا الى الفيفا لوضع الملف المغربي هناك بدعوى أن هذا التنظيم سيؤدي الاى خسارة مادية كبيرة قد تصل الى مليون أورو….صدق من قال : طلع تاكل الكرموس نزل شكون قالهاليك…هذا هو الشعار الرسمي لأغلب النقاد المغاربة…النقد من أجل النقد لا غير. على العموم و كرد بسيط فقط على تلك الأصوات , أقول لهم أن المغرب خسر ضعف تلك الأرقام التي تتحدثون عنها في حملاته السابقة لتنظيم المونديال بدون أن نرى كأس العالم في المغرب أما الان فعلى الأقل سنخسر أموالا و لكن سنربح رياضيا, لا يجب ان ننسى ان الدولة تخسر الملايير من أجل جلب السياحة الى بلادنا و تنظيم مونديال الاندية يدخل في هذا النطاق. نعم بامكان المغاربة ان يجعلوا من مونديال الاندية في نسختيه 2013 و 2014 عرسا عالميا و بامكان المغاربة أن يغيروا نظرة العالم لهذه المسابقة, فقط يجب على اللجنة المنظمة أن تكون دكية جدا و أن تتجنب الوقوع في أخطاء فادحة. فمثلا سمعت بعد الأشخاص يتحدثون عن ميزة مثلا ان يلعب الفريق الاوربي في طنجة ما يساعد الجماهير على الحضور بكثافة, في رأس هذا خطأ سادج مليون في المائة, لماذا؟ لأن الجمهور الاوربي دكي جدا فسياتي الى ملعب طنجة لمشاهدة المباراة وسيعود مباشرة بعدها الى حيث يسكن مادام هناك ميرة قرب المسافة و الزمن و بالتالي سياحيا لن نستفيد أي شيء و ستبقى فنادقنا فارغة و ستكون اسبانيا هي المستفيد الأكبر, و من يرى عكس ذلك فليسأل عن دورة كأس الحسن الثاني 1998 حين أقام المنتخب الانجليزي في اسبانيا و منها كان يتنقل هو و جمهوره الى الدارالبيضاء وقت المباريات ثم يعود من حيث أتى. لهذا القرار الدكي سيكون بابعاد الفريق الاوربي الى أبعد نقطة ممكنة سواء مراكش او أكادير في المدينتين سياحيتين من درجة عالمية و بالتالي الذي سيزورها في المونديال سيعود الكرة لاحقا و هكدا نكون قد استفدنا من هذه النقطة و لم نرتكب حماقة قرب المسافةو الزمن و التي اعتمدنا عليها في ترسيحاتنا السابقة لمونديال المنتخبات و بقينا نفتخر بها و نهلل لها في حين كانت نقطة سلبية سجلت علينا بحيث خسرنا الدعم من الشركات العالمية للطيران التي تشكل لوبي كبير في الفيفا و واجهنا بها جزيف بلاتر صراحة حينما قال المونديال الافريقي كان لابد من تنظيمه في أبعد نقطة افريقيا في رسالة غير مشفرة توضح سلبية ملفنا السابق. النقطة الثانية التي يجب أن تلعب عليها اللجنة المنظمة للاستفادة أكثر ماديا و رياضيا من المسابقة هي زيادة عدد الأندية المشاركة, و ذلك بالضغط على الفيفا بطريقة أو اخرى بحجة تطوير المسابقة أو المطالبة على الأقل بمشاركة الاندية التي تلعب المباراة النهائية لعصبة الأبطال في قارتها, و أعتقد أن هذا الطلب من الممكن جدا أن يلقى ردا ايجابيا من الفيفا. خلاصة القول, تنظيم مسابقة من حجم كأس العالم للأندية سيكون له انعكاس ايجابي على الرياضة المغربية و سمعة المغرب على المستوى الدولي.