ليس من السهل التنبؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل ، ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي لم يكن أحد ليفكر بأن روسيا ستتوسع باتجاه أوكرانيا ، و لا بأن داعش ستنفصل عن القاعدة و تعلن الخلافة الإسلامية ، و لم يتنبأ أحد بأن فيروس إيبولا سيقتل آلاف البشر في إفريقيا الغربية ، و لكن كل هذا حدث في 2014 ، و رغم أن المستقبل يبقى غيباً لا يعلمه إلا الله فإن البعض يحاول أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث في 2015 و خاصة في عالم السياسية ، اعتمادا على بعض المؤشرات و الأحداث التي يعيشها العالم اليوم ، و التي حتما لها صلة وثيقة بما سيحدث غدا ، و فيما يلي نتعرف على 10 توقعات جيوسياسية في 2015 وِفق موقع بيزنس إنسايدر. 1- الدولة الإسلامية “داعش” ستفقد السيطرة على الموصل : في العام المقبل وِفق التوقعات ، ستستمر الولاياتالمتحدة بالتنسيق مع العراق و إيران في بذل الجهود في إطار التحضير لضربة مفاجئة ضد مدينة الموصل في منتصف عام 2015، و سينجح الهجوم الأمريكي-الكردي العراقيالإيراني في طرد داعش من المدينة . 2- الانتخابات الإسرائيلية تنتهي في حالة من الفوضى: سينجح حزب العمل في الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست ولكنه سيفشل في تشكيل الحكومة، وذلك لأن أحزاب الوسط والحريديم سيرفضون الانضمام الى الائتلاف، وفي الوقت نفسه، سيفشل جدعون ساعر في إزاحة نتنياهو عن رئاسة حزب الليكود، الجانب الفلسطيني سينتظر قرار من الاممالمتحدة يطالب اسرائيل بالانسحاب من الضفة الغربية و سيدخلون في محاثاث غير مباشرة مع الاسرائيليين، و لكن هذه المفاوضات لن تحقق شيئا أي أن الأمر سيبقى على حاله في 2015 3- التوترات تنفجر بين اليونان وتركيا على ودائع الغاز المتنازع عليها في بحر إيجه: وبحلول نهاية العام، سيتزايد التوتر في المياه قبالة شمال قبرص إلى حد قد يوحي بالمواجهة بين البلدين و الذين يعتبران أيضا حلفاء في حلف شمال الاطلسي، و سينتهي التصعيد بالجلوس إلى طاولة الحوار حول بناء محطات الغاز الطبيعي المسال في قبرص أو خطوط الأنابيب في شمال شرق البحر الأبيض المتوسط ،وهذا بدوره سيجعل هذه الدول مترددة في فرض عقوبات على قطاع الطاقة في روسيا مما سيعود بالفائدة بشكل غير مباشر على فلاديمير بوتين. 4- لن يكون هناك أي اتفاق نووي بين الولاياتالمتحدةوإيران: ستستمر إيران في التمسك بحقها في امتلاك برنامج نووي سلمي ، و رفض الكشف عن دور الحرس الثوري الإيراني في البرنامج النووي للبلاد ،كما أنها ستصر على حقها في إعادة معالجة البلوتونيوم ، و بالتالي فإن مبادرة أوباما الثانية ستنتهي بالفشل ، مما سيدفعه للتركيز على مسائل أخرى و منها التقارب مع كوبا و التي صرح أنه سيزورها في شهر سبتمبر 2015 في بداية الموسم السياحي في منطقة البحر الكاريبي . 5- المجاعة تضرب الأجزاء المتضررة من النزاع في جنوب السودان: عملية السلام المتوقفة، وتراجع إنتاج النفط، و العقوبات الدولية المحتملة ، كل هذه العوامل ستجعل حكومة أحدث دولة في العالم في أسوأ موقف منذ أن نالت البلاد استقلالها في عام 2011. وفي الوقت نفسه، سيؤدي توقف خطوط الإمداد ، وزيادة أسعار المواد الغذائية إلى أسوأ حالات الطوارئ الغذائية في شرق افريقيا منذ المجاعة الصومالية من عام 2011. 6- رحيل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة : يعاني الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من وضع صحي حرج حيث أنه لم يرى علنا منذ إعادة انتخابه في شهر نيسان من العام الماضي، و بالتالي فإن احتمال رحيله وارد في 2015، و على الرغم من الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر في بداية الربيع العربي إلا أن وفاة بوتفليقة لن يكون لها أثر فعلي بالنظر إلى أن الحكم العسكري نجح في عزل الجزائر عن النزاعات الدائرة في مالي و ليبيا . 7- تراجع الاتحاد الجمركي الروسي: ضعف و تراجع الروبل سيدفع أرمينيا إلى تأجيل انضمامها إلى الاتحاد الجمركي الروسي إلى أجل غير مسمى، كما أن الولاياتالمتحدة ستروج لإمكانية تخفيف العقوبات على روسياالبيضاء على أمل أن الحكومة الاستبدادية الموالية لروسيا في البلاد تغير موقفها ، وستستمر الحرب في أوكرانيا و لكن مشروع “الحركة الأوراسية ” أو ما يسمى ب eurasisme سيموت في عام 2015. 8- الأوضاع في أفغانستان أفضل مما كان متوقعا: ستستفيد البلاد اجتماعيا و سياسيا من النقل السلمي للسلطة إلى الرئيس الجديد أشرف غاني، بالإضافة إلى حصولها على مساندة من أكثر من 10،000 جندي أمريكي وزيادة العمليات الباكستانية ضد قوات طالبان التي تعمل انطلاقا من أراضيها . 9- داعش تتحول إلى تنظيم شبيه بالقاعدة: تنظيم داعش يفقد الأرض في الشرق الأوسط، ومن تم فإنه سوف يركز على الإرهاب في الخارج، وقد شهد العام الماضي انتشار هجمات “الذئاب المنفردة” قد تكون أو لا تكون ذات صلة بهذا التنظيم ولكن على الأقل كانت مستوحاة من هذه المجموعة ، و من هذه الهجمات سيارة مفخخة في فرنسا وكندا، والرهائن في أستراليا، وإطلاق النار في أوتاوا. 10- ستضطر الدول للتدخل في ليبيا مرة أخرى. انتشار داعش في ليبيا، وانهيار السلطة المركزية، ووجود حكومتين متنافستين، والعديد من الجماعات الإسلامية، و التمرد بشكل عام ، و خروج الأسلحة من البلاد إلى النقاط الساخنة الإرهابية في جميع أنحاء العالم ، كل هذه العوامل ستؤدي إلى تدخل القوات الأجنبية مرة أخرى في البلاد. و مع استمرار الوضع السياسي في التدهور والفوضى التي تهدد استقرار البلدان المجاورة مثل تونس ومصر، والجزائر، والنيجر، فإن القوى الخارجية ستضطر للتدخل، كما أن أوروبا يمكن أن تصبح أيضا مشاركة في الجهود العسكرية في ليبيا بالنظر إلى أن الفوضى الجارية ليست بعيدة جدا عن شواطئ جنوب أوروبا.