انطلقت اليوم الأربعاء بالدار البيضاء أشغال اجتماع اللجنة المديرة لÜ"المشروع الإقليمي للتنمية السياحية المستدامة في إطار شبكة من المنتزهات والمحميات الحدودية في دول غرب إفريقيا" بمشاركة ممثلي 10 بلدان إفريقية منخرطة في المشروع. ويتوخى هذا الاجتماع، الذي يعتبر الثاني عشر للجنة المكلفة بمتابعة المشروع الذي أطلق في 2005 بدعم من منظمة المؤتمر الإسلامي، اختيار مكونات المشروع التي سيتم تقديمها إلى مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية، إلى جانب دراسة أنشطة التدريب ذات الأولوية التي ستنظم لفائدة مديري منتزهات ومحميات هذه الدول في 2015. وبهذه المناسبة أكد السيد موسى كوندي وزير الفنادق والسياحة والصناعة التقليدية لجمهورية غينيا، المنسق الإقليمي للمشروع، أن بلاده عازمة على مواصلة جهودها ليصبح المشروع رافعة حقيقية لتحقيق التنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدان المعنية. واعتبر أن الاجتماع الحالي يكتسي أهمية بالغة من حيث كونه مناسبة لدراسة واعتماد المشاريع والاقتراحات المقدمة من قبل البلدان الأعضاء، وبلورة جملة من التوصيات والقرارات التي تكفل تفعيل المشروع، لاسيما وأن قرارات الدورة السابقة التي احتضنتها غامبيا في 2013 لم تفعل بعد. وشدد على ضرورة التحلي بالواقعية في اختيار المشاريع، والتركيز على تلك التي تجتمع فيها شروط النجاح والشروط اللازمة للحصول على التمويل، علاوة على كونها تتوفر على حظوظ أوفر لتلقي الدعم والمواكبة المالية والتقنية من كافة الشركاء. ومن جهته، اعتبر مدير المركز الإسلامي لتنمية التجارة السيد الحسن احزاين أن تنمية السياحة المحلية بغرب إفريقيا يكتسي طابع الاستعجال، وينبغي تسريع وتيرة العمل من أجل تنزيله، باعتباره لبنة أساسية لتحقيق أهداف المخطط العشري لمنظمة التعاون الإسلامي، وأهداف الألفية للتنمية، خاصة في ما يتعلق بمحاربة الفقر وحماية البيئة. وشدد بدوره على ضرورة الحرص في هذا الاجتماع على الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ على المدى القصير، علاوة على إدماج أولوياته ضمن مخططات التنمية السياحية لكل بلد عضو، واستلهام التجارب الناجحة لبلدان لها تجربة سابقة في مجال التنمية السياحية الإقليمية من أجل ضمان التمويل اللازم لإنجاز المشروع وفق الأهداف والآجال المحددة له. ومن جهته جدد المدير الإقليمي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية بالرباط السيد عبد الرحمن الكلاوي الإعراب عن استعداد البنك والتزامه بدعم كل المشاريع الرامية إلى تحقيق التنمية البشرية داخل البلدان الإفريقية، مشيرا إلى أن البنك، وإضافة إلى الدعم المادي، يولي عناية خاصة إلى الجانب التقني من خلال مساندته لكل المبادرات الرامية إلى نقل الخبرة وتبادل التجارب وتعزيز الروابط بين الدول الأعضاء. واستعرض المدير الإقليمي لبرنامج منظمة السياحة العالمية بإفريقيا السيد عصمان ندياي من جانبه، المبادئ التوجيهية التي يجب اعتمادها من أجل تعبئة الموارد المالية بمساعدة الشركاء الذين أبدوا اهتمامهم بإنجاز المشروع، معربا عن قناعته الأكيدة بأن تفعيل هذه المبادرة ذات الأثر الاقتصادي الكبير سيعطي دفعة قوية للاقتصادات المحلية. وأبرز في هذا السياق جملة من التحديات التي يتعين رفعها لإنجاح المشروع، وعلى رأسها تحقيق توافق وإجماع بين الدول المعنية بخصوص آليات التنفيذ، وتوفير التمويل الضروري لجعل المنطقة قطبا سياحيا رائدا له موقعه في السوق العالمية. ويتضمن برنامج عمل الاجتماع، الذي سيتواصل على مدى يومين، مناقشة التعديلات التي شهدها المشروع، وتقديم عروض تتضمن الإنجازات والاقتراحات والتوصيات من قبل البلدان الأعضاء، واعتماد أجندة العمل برسم السنة المقبلة، مع بحث إمكانية توسيع دائرة البلدان المستفيدة لضم أعضاء جدد واختيار رئيس جديد للجنة المديرة للمشروع. وتجدر الإشارة إلى أن المشروع الإقليمي للتنمية السياحية المستدامة في إفريقيا الغربية يضم حاليا البنين، وبوركينافاسو، وغامبيا، وغينيا، وغينيا بيساو، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والسنغال، وسيراليون.