أكد رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج للجزيرة مقتل العقيد معمر القذافي متأثرا بجروح أصيب بها لدى القبض عليه، فيما تحدث مسؤول آخر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن نقل جثمان القذافي لموقع لن يعلن عنه لأسباب أمنية. وكانت مصادر في المجلس قالت في وقت سابق إنه تم اعتقال القذافي في مدينة سرت مسقط رأسه، في حين أكدت مصادر أخرى للجزيرة مقتل القذافي أثناء مواجهات بين الثوار وكتائبه في سرت. ونقل مراسل الجزيرة في طرابلس عن المسؤول في المجلس عبد المجيد سيف النصر أنه تم القبض على القذافي وهو مصاب في ساقيه، مشيرا إلى أن موكب القذافي الذي كان يحاول الخروج من سرت باتجاه مدينة مصراتة تعرض لقصف نفذته طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال أحد الثوار لرويترز إن القذافي كان مختبئا في موقع تحت الأرض في سرت، وكان يصيح "لا تطلقوا النار لا تطلقوا النار". من جهته ذكر مصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية أن (أبو بكر يونس) وزير الدفاع في نظام القذافي قتل وتم التعرف على جثته في أحد مستشفيات مدينة سرت. السيطرة على سرت تأتي هذه التطورات عقب إعلان مصادر ميدانية رسمية تابعة لقوات المجلس الوطني الانتقالي أن الأخيرة باتت تسيطر على كامل مدينة سرت. فقد أكدت مصادر رسمية للجزيرة أن الثوار الليبيين تمكنوا اليوم الخميس من دخول الحي الثاني، آخر معاقل كتائب القذافي في مدينة سرت بعد معارك ضارية. وذكرت مصادر أخرى للجزيرة أن الثوار اعتقلوا شخصية سياسية كبيرة من النظام السابق في مدينة سرت دون أن تعرف هوية هذه الشخصية أو ظروف القبض عليها. وقد اضطر مقاتلو الكتائب إلى التراجع نحو طرف نهائي من الحي جراء نيران الأسلحة الكثيفة التي وجهها الثوار، وسقط جراء شدة الاشتباكات ومقاومة مقاتلي كتائب القذافي عدد من القتلى والجرحى من الطرفين. ونقل مراسل الجزيرة نعيم الشعيبي عن اللواء عبد السلام جاد الله -آمر المحور الشرقي للثوار- أن الثوار سيطروا على الحي رقم 2 بالكامل وهو آخر المواقع لكتائب القذافي.
وقال إن اشتباكات لا تزال دائرة مع الكتائب أثناء مطاردتهم في غرب سرت في حين أسر الثوار عددا من القناصة الموالين للقذافي. وقد احتفل الثوار بدخول المدينة، وأطلقوا الرصاص في الهواء ابتهاجا بدخول الحي الذي قصفوه يوم أمس بالمدفعية والدبابات وصواريخ غراد، بعدما أبدت كتائب القذافي المتحصنة فيه مقاومة شرسة. ويعلق المجلس الانتقالي أهمية خاصة على سرت، آخر معاقل الموالين للقذافي، إذ أعلن أنه سيرجئ الإعلان عن انتهاء حكم القذافي الذي أمسك بالسلطة قبل 42 عاما إلى حين السيطرة على المدينة. تحرير بني وليد وفي بلدة بني وليد الصحراوية التي تقع على مسافة 170 كيلومترا جنوب شرق طرابلس رفعت أعلام الثورة بعد تحرير تلك البلدة التي كانت المعقل الآخر المتبقي لقوات القذافي. وسارت قوات المجلس الانتقالي الثلاثاء عبر شوارع البلدة في عربات لنقل الجنود وتجمعت في ساحتها الرئيسية حيث هتف المقاتلون "الله أكبر" وأطلقوا الرصاص في الهواء احتفالا بالسيطرة عليها. وكان الثوار الليبيون قد أعلنوا في وقت سابق أمس أنهم سيطروا على المدينة بعد قتال شرس مع القوات الموالية للقذافي. وأفاد مراسل الجزيرة بليبيا عمر لافي بأن الثوار تمكنوا من إحكام سيطرتهم على المدينة كليا, بعد حصار دام ستة أسابيع ومعارك ضارية مع كتائب القذافي. ونقل عن مصادر الثوار أنهم بدؤوا تمشيط المدينة بعد فرار فلول الكتائب إلى وادي الكرجونة على طريق مدينة ترهونة، لافتا إلى أنه تم أسر ثلاثمائة مقاتل من الكتائب، وذكر أن سيف الإسلام نجل القذافي فر منذ أسبوع من المدينة إلى مكان مجهول.