أكد مسؤولون في المجلس الوطني الإنتقالي مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي اليوم الخميس 20 أكتوبر الجاري من طرف الثوار في مدينة سرت التي ظلت محاصرة لأسابيع. وصرح العقيد أحمد باني، الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الإنتقالي لقناة الجزيرة القطرية أن معمر القذافي قتل من طرف الثوار الليبيين في مدينة سرت، مسقط رأسه. ومن جهته أكد محمود شمام وزير الإعلام الليبي لوكالة رويترز أن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي قتل خلال هجوم لقوات المجلس الوطني الانتقالي. وأشار إلى أنه قتل خلال هجوم لمقاتلي المجلس وأن هناك دليلا مصورا على ذلك. في وقت سابق، صرح عبد الحكيم بلحاج، رئيس المجلس العسكري في طرابلس لقناة الجزيرة أن القذافي "قتل على أيدي الثوار الليبيين بعد إلقاء القبض عليه" وأضاف أن جثته "تنقل من حاليا من سرت إلى مصراته" مشددا على أن "عهد القذافي قد أصبح من الماضي". وفيما قال مسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي إن جثة الزعيم المخلوع معمر القذافي ستنقل الى مكان سيبقى في طي الكتمان لأسباب أمنية، صرح محمد عبد الكافي المسؤول بالمجلس الإنتقالي بمدينة مصراتة لرويترز "جثة القذافي بحوزة وحدتنا في سيارة وسننقلها الى مكان لن نعلن عنه لاسباب أمنية". وقالت قناتا الجزيرة والعربية الاخباريتان يوم الخميس إن قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعتقلت المعتصم ابن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي حيا. ولم تذكر القناتان المزيد من التفاصيل. وقالت العربية إنها ستعرض لقطات للمعتصم بعد اعتقاله. وفي وقت سابق من يوم الخميس 20 أكتوبر، قال عبد المجيد سيف النصر، المسؤول بالمجلس الوطني الإنتقالي الليبي إنه تم الإمساك بالزعيم المخلوع معمر القذافي وانه مصاب في ساقيه. وأضاف في اتصال تليفوني مع رويترز من طرابلس "تم الإمساك به. وهو مصاب في ساقيه... نقلته سيارة اسعاف". وفي تطور آخر، أعلنت مصادر ليبية مطلعة اليوم الخميس أيضا أن وزير الدفاع في نظام العقيد معمر القذافي أبو بكر يونس لقي مصرعه في سرت. وقالت مصادر متطابقة لوكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي آي) إن أبو بكر يونس لقي مصرعه خلال المواجهات بين الثوار وكتائب القذافي المندحرة في مدينة سرت التي أعلن الثوار السيطرة عليها بالكامل اليوم. تحرير مدينة سرت من جهة أخرى، أعلن المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الرحمن بوسن لوكالة فرانس برس يوم الخميس أيضا ان مدينة سرت باتت "شبه محررة". وقال المتحدث ان "المدينة شبه محررة، لا تزال هناك اشتباكات ولكنها غير كثيفة. مقاتلونا بصدد تمشيط المنازل في الحي 2 حيث كان يتحصن مقاتلو القذافي". وفي سرت، رفع مقاتلو الحكومة الليبية المؤقتة العلم الوطني الجديد فوق وسط المدينة يوم الخميس بعد أن أتموا سيطرتهم على مسقط رأس الزعيم المخلوع معمر القذافي. وقال شاهد من رويترز ان قوات المجلس الوطني الانتقالي أطلقت قذائف المدافع ابتهاجا أثناء رفع العلم على مبنى ضخم بالمدينة التي ظلت تحت حصار قوات المجلس الانتقالي لما يقرب من شهرين. وكانت القوات أعلنت في وقت سابق من يوم الخميس سيطرتها على مسقط رأس الزعيم المخلوع. وقال العقيد يونس العبدلي قائد العمليات في الشطر الشرقي من المدينة "تم تحرير سرت". وتعني السيطرة على سرت أن المجلس الوطني الانتقالي يمكن ان يبدأ الان في مهمة ارساء نظام ديمقراطي جديد قال انه سيشرع فيه بعد السيطرة على المدينة. وأكد قائد اخر غير العقيد العبدلي السيطرة على المدينة وأطلق بعض المقاتلين أبواق سياراتهم وتبادلوا التهنئة. لكن الكثيرين ما زالوا يشعرون بالتوتر ولم يسمح للصحفيين بدخول المواقع التي كان يسيطر عليها قبل ذلك الموالون للقذافي في الوقت الذي قالوا فيه ان عمليات تمشيط ما زالت مستمرة بالمدينة. وقال مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي ان مجموعة من نحو 40 سيارة تحمل قوات موالية للقذافي فرت من المدينة وتوجهت غربا. وقال عبد السلام محمد وهو أحد مقاتلي الحكومة "لقد فر أنصار القذافي غربا.. لكن الثوار يطوقونهم ويتعاملون معهم". ورأى مراسلون من رويترز سيارات تابعة للمجلس الوطني الانتقالي وهي تدخل الحي الثاني وهو اخر جزء من سرت كانت تسيطر عليه القوات الموالية للقذافي وكذلك سيارات اخرى تتجه غربا. واقتيد اثنان من المقاتلين الموالين للقذافي اللذان بدا عليهما الوجوم في حراسة مقاتلين من المجلس الوطني الانتقالي. وترددت أصداء الطلقات النارية من غرب المدينة. ويطوق المئات من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي البلدة منذ أسابيع في معركة اتسمت بالفوضى أسفرت عن مقتل واصابة العشرات من القوات المحاصرة للمدينة وعدد غير معروف من المدافعين عنها. وقال مقاتلو المجلس الوطني الإنتقالي ان هناك أعدادا كبيرة من الجثث داخل آخر معاقل قوات القذافي لكن لم يتسن على الفور التحقق من هذا الزعم. وفر آلاف المدنيين من سرت التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 75 ألف نسمة وتحولت الان إلى أطلال تقريبا نتيجة القصف الذي استمر أسابيع بالصواريخ والمدفعية والدبابات.