تدور معارك عنيفة في مدينة سرت بين ثوار ليبيا وكتائب العقيد الهارب معمر القذافي التي تقاوم بشراسة وتقصف بالصواريخ والقذائف مناطق مختلفة في المدينة، وسط استعداد الثوار للزحف على مدينة بني وليد جنوب شرق العاصمة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر من الثوار قوله إنهم انسحبوا من حييْن تحت قصف شديد من قبل الكتائب. أما مراسل الجزيرة في سرت فقد أفاد بأن الثوار سيطروا على مزيد من الأحياء داخل المدينة، وأن الاشتباكات مستمرة بين الثوار والكتائب. ونقل مراسل الجزيرة عن قادة ميدانيين أن السيطرة بالكامل على مدينة سرت أصبحت وشيكة. وكانت الوكالة الفرنسية نقلت عن الثوار قولهم الخميس إنهم اضطروا للانسحاب نحو المقر العام للشرطة قرب الساحة الوسطى في مدينة سرت، تمهيدا لاستخدام المدفعية ضد قوات القذافي التي لا تزال تقاتل في حييْن من أحياء المدينة. وأضافت الوكالة -نقلا عن مصادر ميدانية تابعة للثوار- أن معارك عنيفة لا تزال تدور بالقذائف والأسلحة الخفيفة والرشاشات في «حي الدولار» على المرتفعات الغربية، وفي «الحي رقم 2» على ساحل المتوسط شمال غرب المدينة. وكان مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي قد أعلنوا الأربعاء أنهم سيطروا على «حي الدولار» و»الحي رقم 2»، وأن المعارك تدور خصوصا حول مدرسة تحصنت فيها قوات القذافي في «الحي رقم 1» الواقع غرب «الحي رقم 2». ونقلت الفرنسية عن وسام بن أحمد -أحد كبار القادة الميدانيين للمجلس- قوله أمس الخميس إن العمليات على الجبهة الشرقية لمدينة سرت انتهت تماما، وإن المقاتلين يتوجهون غربا لدعم الثوار في المناطق التي لا تزال المعارك مستمرة فيها. كما نقل مراسل الفرنسية عن مصادر طبية تأكيدها أن مائة قتيل ومئات الجرحى من مقاتلي المجلس الانتقالي سقطوا خلال الأسبوع الأخير من معارك سرت التي تحولت إلى حرب شوارع ضارية. وفي الأثناء، يستعد ثوار المنطقة الغربية الذين حشدوا قوات ضخمة للزحف على مدينة بني وليد لتحريرها من قبضة الكتائب الموالية للقذافي. ونقلت وكالة «يو.بي.آي» عن قائد المنطقة الجنوبية العقيد إبراهيم قشوط قوله إن هذه الحشود جاءت من الزاوية وجادو والرحيبات ونالوت وغريان وعدد من مناطق الجبل الغربي.