تراجع الثوار من بني وليد تحت قصف الكتائب والقذافي يتجول في سبها أفادت تقارير إخبارية الثلاثاء أن الثوار انسحبوا من مدينة بني وليد إثر قصف صاروخي من كتائب معمر القذافي. وبينما تدور معارك عنيفة في سرت بين الثوار والكتائب توقع مسؤول عسكري من الثوار أن تتم السيطرة على مدينة سبها خلال أيام. ويأتي انسحاب الثوار من بني وليد بعد أن حاولوا أكثر من مرة دخولها في الأيام القليلة الماضية لكنهم كانوا يتراجعون تحت وطأة نيران كثيفة من الكتائب. في الوقت نفسه سيطر الثوار الاثنين، على مطار مدينة سبها وعلى أهم شوارعها الرئيسية. ونقلت صحيفة قورينا الجديدة عن رئيس المجلس العسكري في مدينة سبها أحميد العطايبي، قوله إن الثوار تمكنوا من السيطرة على مطار سبها وعلى أهم شوارعها الرئيسية وهو الشارع الذي يقسم المدينة إلى نصفين، وسيطروا كذلك بشكل كامل على قلعة المدينة واستولوا على كتيبة فارس. وتوقع العطايبي تحريرا كاملا لمدينة سبها (700 كلم جنوب العاصمة طرابلس) اليوم الثلاثاء، ولفت إلى أن الثوار وجدوا بطاقات ل150 مرتزقا داخل أحد المقار بالمدينة. وأوضح أن قبيلة القذاذفة التي ينحدر منها العقيد معمّر القذافي، رفضت تسليم أسلحتها وهاجمت إحدى المناطق بالمدينة، غير أن الثوار صدوا الهجوم. وفي السياق نفسه أعلن الثوار أنهم ألقوا القبض على رئيس جهاز مخابرات القذافي في الكفرة العميد بلقاسم الأبعج المطلوب لدى الثوار، وذلك بين سبها ومنطقة أم الأرانب التي تقع على بعد مائة كيلومتر جنوب شرق سبها. وذكر ناطق عسكري باسم الثوار أن الأبعج ألقي القبض عليه حين كان يتنقل مع أفراد أسرته ومرافقيه في خمس سيارات دفع رباعي. يذكر أن معظم مناطق الجنوب سقطت بأيدي الثوار الذين تمكنوا من الالتحام مع ثوار سبها بعد أن حرروا العديد من أحيائها. يأتي هذا في وقت احتدمت فيه المعارك في سرت، واضطر الثوار إلى التراجع لإعادة ترتيب الأوراق تحت وطأة الصواريخ التي أطلقتها كتائب القذافي. من جهة أخرى استطاع الثوار استرجاع مخزن للأسلحة قرب مدينة سرت كان تحت سيطرة كتائب القذافي وهو ما زاد من ارتفاع معنويات الثوار وإصرارهم على تحرير مدينة سرت وغيرها من المدن التي لا تزال أجزاء منها تحت سيطرة كتائب القذافي. وكان الثوار قد أحكموا السيطرة على المداخل الشرقيةوالجنوبية والغربية لمدينة سرت. من ناحية أخرى حثت منظمة العفو الدولية دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء على تقديم عرض لإعادة توطين الآلاف من اللاجئين الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل جراء الصراع في ليبيا على حدودها مع مصر وتونس. وفي ورقة إعلامية، اتهمت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان حكومات الاتحاد الأوروبي بالفشل في إعادة توطين اللاجئين الذين يقدر عددهم ب5000 لاجئ يعيشون حاليا في «ظروف مروعة». وحثت منظمة العفو وزراء الداخلية بدول الاتحاد الأوروبي على تناول مسألة توطين اللاجئين خلال اجتماعهم في وقت لاحق هذا الأسبوع. وفي غضون ذلك، أفادت تقارير إخبارية الثلاثاء بأن العقيد الليبي الهارب معمر القذافي شوهد قبل يومين في مدينة سبها بجنوب ليبيا، وهو ما يمثل مؤشرا جديدا على أن القذافي ما زال متواجدا على الأراضي الليبية ولم يفر إلى الخارج. وقالت صحيفة عربية أن شاهد عيان رأى القذافي وتعرف عليه وقال إنه يقيم في شارع المنشية بمدينة سبها التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي لليبيا، وتبعد عن العاصمة طرابلس نحو 750 كيلومترا. وعلمت الصحيفة أيضا أن شاهد العيان قد أبلغ مسؤولين في السفارة الليبية بالقاهرة بهذه المعلومات التي تم نقلها على الفور إلى مسؤولين كبار في المجلس الوطني الانتقالي. وسألت الصحيفة عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الانتقالي لدى الجامعة العربية ومصر، عن صحة هذه الراوية فقال إنه ليس لديه ما يدفعه للشك في صحتها، مشيرا إلى أن شاهد العيان ليس لديه مصلحة ولا مطمع للإدلاء بهذه المعلومات، وأنه عرض في المقابل على السفارة الليبية إبقاءه بحوزتها إلى حين التأكد من صحة ما يقوله. وكان القذافي اختفى عن الأنظار حتى قبل فراره من طرابلس، حيث يكتفي بإرسال رسائل صوتية فقط إلى بعض القنوات الموالية له في الخارج، وأبرزها قناة «الرأي» التي تبث من العاصمة السورية دمشق. في غضون ذلك، قال سكان في سرت، التي تبعد 170 كيلومترا جنوبطرابلس إن سيف الإسلام النجل الثاني للقذافي شوهد داخلها قبل أيام قليلة فقط.