هسبريس طارق العاطفي: صورة طارق الشامي لبعض صحفيي النّاظور رفض عدد من الصحفيين، الممارسين لمهامهم انطلاقا من مدينة النّاظور، أن يتمّ تقديمهم للرأي العام المحلّي والإقليمي والوطني والدولي كأنّهم "تائبون عن العمالة لإسبانيا" ضمن تداعيات الأخطاء القاتلة التي اقترفتها عدد من المنابر الإعلامية الإسبانية إبّان تطرقها لمعطيات مغلوطة عن أحداث الشغب بمدينة العيُون.. وقد جاء ردّ فعل ذات الصحفيين النّاظوريين عقب اطّلاعهم على فحوى المقال المنشور بأولى صفحات جريدة "المساء" ضمن عددها الخاص بنهاية الأسبوع المنصرم، من توقيع الصحفي لحسن والنّيعام، تحت عنوان |صحفيون بشمال المغرب يقرّرون إيقاف "التعاون" مع الصحافة الإسبانية|. ذات المقال المثير لغضب جلّ الصحفيين النّاظوريين أورد على متنه، بناء على بيان مزعوم لجمعية حاملة لمسمّى "اتحاد الصحفيين المحليين"، أنّ "الصحفيين الإسبان القاصدين لمدينة النّاظور من أجل البحث في ملفّات تتعلق بتهريب المخدّرات نحو أوروبا والهجرة السرية والأمازيغية سيعانون الكثير من الصعوبات في الحصول على المعلومات لإنجاز موادّهم بعدما قرّر جلّ الصحفيين بالمدينة توقيف تعاملهم مع مثل هؤلاء الصحفيين"، قبل أن يُضاف: "اعتاد عدد من الصحفيين الإسبان التوجّه إلى مدينة النّاظور.. من أجل الظفر بروبورتاجات وتحقيقات حول الشبكات الدولية لتهريب المخدّرات والهجرة السرّية، والتي عادت ما يقدمون فيها المغرب كقلعة تتنامى فيها هذه الشبكات ويتهمون فيها السلطات المغربية بالتساهل في محاربتها". تصريحات الغاضبين استقتها "هسبريس" بإجماع كلّي على إدانة كلّ ممارسة صحفية مفتقدة للصحّة ومشجّعة على إشعاع الكراهية وتأجيج الرأي العام.. وعلى رأسها الممارسات الأخيرة لعدد من مشارب الإعلام الإسباني.. كما تمّ التعبير أيضا ضمن ذات التصريحات عن رفض الصحفيين الغاضبين لترويج المغالطات من قِبل رئيس "اتّحاد الصحفيين المحلّيين بالنّاظور"، محمّد الهرواشي، اعتمادا على بيان لا وجود له وبناءً على مواقف وهمية رُوّج لها بتضخيم على صدر "المساء" بالتسطير على كونها اتخذت من قِبل 24 فاعلا إعلاميا موزّعا بين منابر مكتوبة وأخرى إلكترونية. وفي تصريح ل "هسبريس".. أفاد عبد الواحد الشامي بصفته عضوا بجمعية اتحاد الصحفيين المحلّيين بالنّاظور ومديرا لنشر جريدة "أنوال اليوم" أنّه تفاجأ حين طالع الخبر المنشور بجريدة "المساء".. حيث أكّد عدم علمه بأيّ بيان صادر عن التنظيم الصحفي الذي ينتمي إليه، كما نفى أي نوع من أنواع التعاملات المسبق التي قد تكون جمعته بصحفيين إسبان، قبل أن يردف: "لقد احتضن مقر النّادي البلدي بالنّاظور جلسة للتداول في الأمر بحضور 3 أفراد من الاتحاد، إلاّ أنّ ذات الجلسة لم تخلص لأي قرار من حجم ما نشرته جريدة المساء.. بل تمّ الاتفاق على إدانة التوجّه الخاطئ للصحافة الإسبانية المصابة بفوبيا المغرب.. وما تمّ الترويج له لا أساس له من الصحّة". وضمن تصريح مماثل أورد طارق الشامي، مدير نشر الموقع الإلكتروني "ناظور24" وعضو اتحاد الصحفيين المحلّيين بالمدينة، أنّ "محمّد الهرواشي وجريدة المساء يفتريان على الصحافة الناظورية بنشر أكاذيب وتصريحات لا تمت للحقيقة بصلة"، قبل أن يزيد ل "هسبريس": "لقد سبق وأن اجتمع 9 صحفيين، أغلبهم لا ينتمون لاتحاد الصحفيين المحلّيين، في دردشة لم تعرف الاتفاق على مقاطعة الصحفيين الإسبان في مردّ لغياب التعامل من الأصل"، هذا قبل أن يردف الشامي: "لقد اتّفِق على تفعيل سبل الحوار مع صحفيين إسبان من أجل تمكينهم من معرفة الحقيقة من المصادر المغربية المُطّلعة وبشكل مغيّب للممارسات الرامية لمغالطة الرأي العام بالأطروحات الزائفة للبوليساريو.. إلاّ أننا فوجئنا بنشر المساء لمعطيات مغلوطة ومنسوبة لبيان لا وجود له إلاّ في ذهن الهرواشي ولحسن والنيعام". رشيد احساين، المدير المسؤول عن جريدة "أنباء الريف"، أعرب بدوره ل "هسبريس" عن استغرابه من موقف اتحاد الصحفيين المحلّيين بالنّاظور وكذا ُجهله التّام بهوّية الأفراد الواقفين وراء اتّخاذه، إذ قال: "اتحاد الصحفيين المحليين بالنّاظور هو إطار جمعوي جامد تماما منذ نشأته.. ولا يمكنه بتاتا أن يتحدّث عن إيقاف التعاون المزعوم الذي لا يمكن للهرواشي حتّى أن يذكر تجلّياته".. قبل أن يزيد: "ما أوردته جريدة المساء يمسّ بكرامة الجسم الصحفي النّاظوري الذي اعتُبر عميلا لإسبانيا في ملفّات حسّاسة هي من اختصاصات المؤسسات الرسمية للبلدين".. وختم بالتنصيص على أنّ "ما ورد بجريدة المساء أمر خطير يستوجب منها، ومن اتحاد الصحفيين المحلّيين بالنّاظور، تقديم اعتذارات لصحفيي النّاظور قبل أن تتقدّم الصحافة الإسبانية باعتذارها للمغاربة". وفي تعليق آخر على ذات المقال الصادر ب "المساء" قال سليمان أسباعي، مدير نشر "نُوميديا المجلّة" وكذا عضو الاتحاد المذكور، بأنّ الجمعية التي يرأسها محمّد الهرواشي لا تنشط منذ 3 سنوات خلت وأنّ إطلالتها الأخيرة لا تحمل إلاّ الكذب والتحامل على صحفيي النّاظور الذين لم يسبق لهم وأن تعاونوا مع نظرائهم الإسبان في أي جنس من المواد الصحفية التي تطرقت إليها جريدة المساء.. قبل أن يضيف: "اتحاد الصحفيين المحلّيين لا تربطه أي شراكة بالصحفيين الإسبان.. وما تمّ التطرّق إليه على متن مقال المساء لا يعدّ إلاّ ركوبا من محمّد الهرواشي على تناول الإعلام الإسباني لأحداث العيون الأخيرة بطريقة لا يمكن أن تنال منّا سوى الإدانة".. أمّا ميمون أجواو، المدير المسؤول عن مجلة "مَارتشيكَا نيُوزْ"، فقد علّق على المادّة الإعلامية المثيرة للجدل بأنّها "لا تعبرّ إلاّ عن موقف رئيس جمعية اتحاد الصحفيين المحلّيين بالنّاظور، محمّد الهرواشي، الذي لا يمثّل إلاّ نفسه.." قبل أن يزيد: "أؤكّد هنا غياب إصدار لأي بيان في الموضوع وأنّ الهرواشي قد اكتفى بتشغيل هاتفه للنيل من صحفيي النّاظور ومنابره الإعلامية التي لم تُستشر ضمن أيّ مرحلة من مراحل هذا التحرّك المشبوه".