لابد في البداية من الإشارة ،إلى أن قراءة المقالات والمواضيع التي تنشر هنا وهناك، هي فن في حد ذاتها ، وليس كل من يقرأ ذلك يحسن القراءة والاستيعاب وفهم الرسائل التي تكون هذه المقالات والمواضيع تحملها بين السطور...
حينما تحدثت عن إلغاء البطولة الإفريقية للأندية البطلة في كرة اليد والتي تم اختيار هذه المدينة لاحتضانها ، كان الدافع الأساسي هي غيرتي على هذه المدينة والتي لا تقل عن غيرة باقي أبناء الاقليم .....وانطلقت في حديثي عن هذه البطولة مما ألمسه على أرض الواقع ، كيف ذلك؟
أولا ، ومنذ الندوة الناحجة التي تم تنظيمها بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالناظور قبل أشهر للإعلان عن اختيار الناظور لاحتضان البطولة الإفريقية لكرة اليد والتي تميزت بحضور نوعي هام ، منذ ذلك التاريخ لم يعد هناك أي حديث عن البطولة، ولا عن الاستعدادات ، فلا الأشغال انطلقت سواء في القاعات التي ستحتضن منافسات البطولة ، ولا محيط القاعة المغطاة تم الشروع في تهييئه ، بالعكس ، ما لاحظته ولاحظه الجميع هو إغراق هذا المحيط المجاور للقاعة المغطاة بمدينة الناظور بمزيد من "الجوطيات "بالإضافة إلى الترخيص الذي منح مؤخرا لأحد الممونين باحتلال ما تبقى من ساحة الشبيبة والرياضة، وهو الترخيص الذي كان بطله وكيل لائحة العدالة والتنمية في الاستحقاقات القادمة ...وغاب أيضا تحسيس الساكنة والمجتمع المدني بأهمية حدث استضافة المدينة لهذا العرس الرياضي الإفريقي ولأول مرة في تاريخ الإقليم ،ولم يسجل ولحد الساعة أي انفتاح على الجمعيات الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية من أجل مساهمة هذه الأخيرة في إعداد أنشطة موازية تشارك بها على هامش هذه البطولة ، مع العلم بأن هذا العمل المتمثل في إعداد الربامج التنشيطية يتطلب وقتا مهما حتى لا نسقط في الارتجالية ....
أتكلم عن هذا ، ولا تفصلنا عن التاريخ الذي سبق الإعلان عنه لافتتاح فعاليات هذه البطولة ، سوى شهرين، غشت وسبتمبر ، وهما شهران سيتميزان بتنظيم الانتخابات، وستكون مختلف الجهات المسؤولة مرتبطة بهذا الحدث بالإضافة إلى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر أيضا والذي سيعرف انتخاب أعضاء مجلس المستشارين..
تحدثت عن إلغاء البطولة الإفريقية لكرة اليد بالناظور ، لأن وزارة الشباب والرياضة لم تتعامل معنا مثلما تعاملت مع تظاهرات رياضية أخرى اقل من هذه التي تتشرف الناظور باحتضانها ، كان عليها انتداب لجنة مختلطة تحل بالإقليم لتكون قريبة من الحدث واتخاذ كل التدابير والإجراءات لإنجاح العرس الإفريقي بما يليق من حسن استقبال وتنظيم، خصوصا ونحن نستحضر معاني ودلالات الزيارات الملكية الكريمة لعدد من البلدان الإفريقية ..
تحدثت عن إلغاء البطولة الإفريقية لكرة اليد ، لأن المؤسسات الاقتصادية الوطنية ولحد الساعة لم تبد أية نية في الانخراط لإنجاح هذه البطولة ، علما بأن الحدث، هو حدث وطني وليس إقليمي وبالتالي على المؤسسات الوطنية الانخراط بشكل إيجابي لضمان النجاح لهذا الحدث الرياضي بامتياز...
أعتقد بأن تنظيم هذه البطولة في مدينة الناظور ، لم يعد شأنا داخليا لفريق أو لجهة أخرى ، بل هم شأن عام يهم المغاربة جميعا أفرادا ومؤسسات ، ومن حق الجميع أن يبدي ملاحظاته بشأن التقاعس الذي لمسناه جميعا في عملية الإعداد لهذا النشاط الرياضي الكبير، لأننا نراهن جميعا على إنجاحه ، وفي نجاحه ، نجاح لبلدنا .
ما عبرت عنه في مقال سابق من أفكار حول إلغاء البطولة الإفريقية لكرة اليد بالناظور ، دافعه الأساسي هو حرصي الشديد ضمن حرص جميع الناظوريين على الظهور بمظهر لائق ونحن نستقبل هذا الحدث ، لا "حقد" لنا على التظاهرة ولا على غيرها ، إنما "الحقد" الحقيقي ، هو الصمت تجاه عدم الشروع في الإصلاحات المفروض أن تعرفها القاعات التي ستستقبل الحدث ،" الحقد" هو السكوت عن جريمة تحويل محيط القاعة المغطاة بالناظور إلى مزيد من أسواق الجوطية ، "الحقد" هو التفرج على التعامل السلبي لوزارة الشباب والرياضة مع هذا الحدث ، على اعتبار أننا لم نلمس منها أي تحرك، والحال أن الزمن لا يرحم ولا يفصلنا عن التاريخ الذي كان مقررا سوى أسابيع معدودة ،"الحقد" هو أن يطلب الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة اليد من الناظوريين توفير مبلغ مالي لاحنضان هذه البطولة ، ناسيا أو متناسيا بأن الحدث أصبح له بعد وطني يستوجب مشاركة المغاربة كافة لإنجاحه عن طريق المؤسسات الوطنية الاقتصادية والمالية و...و...و...
ونحن نتحدث عن الإكراهات التي تواجه تنظيم هذه البطولة ، لا يجب أن ننسى التنويه بما بذلته مكونات هلال الناظور لكرة اليد ، مسيرين ، لاعبين وجمهورا، لكي يتحقق حلم تنظيم هذه البطولة الإفريقية ، لكن هذا لا يمنعنا من تنبيه إخوتنا في المكتب المسير للهلال بشأن تغييبهم للغة التواصل مع المحيط ، مع الإعلام ، مع الشركاء لوضعهم في الصورة بخصوص التهييئات والاستعدادات، ولما لا الإكراتهات التي تواجههم ...
لست هنا لتلقين دروس لأحد ، بل هي مساهمة متواضعة مني لأننا جميعا حريصين على إنجاح التظاهرة القارية أولا ، ولن نقبل بأي تهاون من الوزارة الوصية والمؤسسات الاقتصادية.. ويكفي لنا ما تلقيناه من إهانة حينما تم إقصاء هلال الناظور لكرة اليد من تحمل أية مسؤولية سواء في المكتب الجامعي للجامعة الملكية المغربية لكرة اليد التي عقدت قبل أيام جمعها العام ، أو في لجنها ، رغم أن الهلال ساهم بشكل كبير في تنشيط رياضة كرة اليد وطنيا ، ويستعد لاحتضان تظاهرة رياضية قارية بمشاركة ما لا يقل عن 1200 مشارك ، وبالتالي يحز في أنفسنا مثل هذا الأسلوب الإقصائي الغير المبررلفريق نعتز بتضحيات كل مكوناته.