من أهم ما جاءت به الحركة الانتقالية التي أجرتها وزارة الداخلية في حق رجال السلطة على صعيد الإقليم ، هو تعيين السيد ادريس دبوج الباشا الحالي لسلوان ، على رأس باشوية الناظور وهو من مواليد 1973 بالحاجب وحاصل على دبلوم المدرسة الوطنية للإدارة العمومية وشغل قبل التحاقه بسلوان ، منصب باشا سيدي قاسم.
الرجل معروف بحيويته وديناميكيته وتجاوبه مع مختلف مكونات المجتمع المدني في كل المحطات التي اشتغل فيها.
استطاع خلال تواجده على رأس باشوية سلوان – إقليمالناظور – بناء علاقات متينة مع المنتخبين واستغلالها في قضاء حاجيات المواطنين والاستماع إليهم ، مما جعل تجربة سلوان هي فريدة من نوعها على صعيد الإقليم من حيث الاستماع للمواطنين وقضاء أغراضهم .
الفعاليات الجمعوية بسلوان وبشهادة العديد من الإخوة والزملاء ، لم تكن تعتبر السيد ادريس دبوج رجل سلطة ، بل واحدا منها بسبب تجاوبه وانخراطه في كل المبادرات التي أقدمت عليها الجمعيات وتعاونه المثمر معها وبشكل أخوي.
الابتسامة لا تغادره في أية لحظة وتساهم في إرجاع الطمأنينة والارتياح للمواطنين خاصة منهم الفقراء والبسطاء ويأخذ بأيديهم ويبادر بالاتصال مع المصالح الأخرى من أجل إرضاء هؤلاء مع احترام تام للقانون..
هذا السلوك ، وهذه الأخلاق ، وهذا التجاوب والتعاون ، أعطى لإدريس دبوج مصداقية أكثرواحتراما لدى عموم الساكنة التي عبرت عن أسفها العميق لرحيله عن سلوان، وهي التي كانت تعتبره أخا وأبا وصديقا وليس رجلا للسلطة بذلك المفهوم الضيق والسلبي.
واليوم تتاح للناظور فرصة مهمة يجب على الجميع ومن منطلق الحرص على مصلحة المدينة ، حسن استغلالها لإرجاع الجمالية لها ، ووضع حد للاستغلال البشع للملك العمومي الذي تشكو منه الناظور ، علينا كمجتمع مدني ، كأحزاب سياسية ومنظمات نقابية ومواطنين غيورين على مدينتهم ، أن نمد أيادينا للمسؤول الجديد على باشوية الناظور ومساعدته لنخرج جميعا من الوضعية الراهنة بالمدينة والتي لا تفرح أحدا .
هذه فرصة مهمة لعودة الحياة إلى ساحات وشوارع المدينة وإلى أرصفتها لنحس جميعا بأننا فعلا نعيش في مدينة منظمة وليس قرية عشوائية...تنظيم المدينة يهمنا نحن كمواطنين بالدرجة الأولى ،وبالتالي فحرام علينا أن نشاهد ونتفرج على الناظور وهي تموت بهذه الطريقة البشعة ...ساحات وأبواب المساجد وشوارع وأرصفة كلها أصبحت محتلة من طرف "باعة قارين "و"جائلين " ... "لافيراي " جاثمة على ساحة مسجد للاأمينة .."الحمير" تصول وتجول بحرية في أهم شوارع المدينة المنكوبة ولا من يحرك ساكنا ...شارع الحسن الثاني أصبح المرور على أرصفته أمرا مستحيلا إلى غير ذلك من المشاهد المؤلمة.
نحن اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بإعادة النظام والاحترام لهذه المدينة، والابتعاد أكثر ما يمكن عن العاطفة ..وعلى أحزابنا ونقاباتنا المحترمة عدم تشجيع هذه الفوضى من خلال إصدار" بيانات تضامنية"حبا في كسب الأصوات الانتخابية على حساب جمالية ورونق المدينة ..لنتعاون جميعا فنحن من ينبغي أن نعيد هذه الجمالية -وكل من موقعه الخاص- وفي تعاون مع رجل المرحلة القادم من سلوان لهذه المدينة اليتيمة .....ولنا عودة للموضوع.