دعوني في البداية أن أتقدم بخالص التهاني إلى الأمة الإسلامية وهي تستعد لاستقبال شهر رمضان الأبرك الذي أنزل فيه القرآن الكريم هدى للناس ، وأقول للجميع رمضان مبارك سعيد .
وبعد ، أجد نفسي مضطرا غير باغ إلى الحديث عن ما سمي ب"بيان توضيحي لللجنة التصحيحية والإصلاحية لمسجد البراق" بعد أن أصرت كمشة من المتطفلين والرويبضة الغوغاء والذين هطلوا على مسجد البراق الآمن مثل رعدة صاعقة دون أن يتوقع هطولهم . الكمشة هذه سمت نفسها ب"اللجنة التصحيحية والإصلاحية" وحاولت أن تظهر من خلال ما حمله " بيانها التوضيحي " أن أفرادها يلبسون أمام الرأي العام ثياب الواعظين والحملان ، بهدف التدليس والخداع ، ولكن تلك الثياب لم تعد ساترة وإنما أصبحت تكشف بجلاء عما وراءها من نوايا ماكرة.
وإذا كنت لا ارضى ولن أقبل أن أتقبل دروسا في أخلاقيات المهنة التي اعشقها وأحبها وأحرص على احترامها ، فإن ما أتأسف عليه هو كون هذه الكمشة لم تستفد من" نهجها" في الجدل والتطور ، خاصة حين يؤكد أحد الذين تشبعوا من أفكاره " لا يمكننا إعادة إنتاج التاريخ ، إلا بشكل كاريكاتوري "ولأن الكمشة التي تضم عناصر محسوبة على سدنة التيار الأعمى بالحقد والعدمية ، تأثرت كثيرا بتخاريف " الانقلابات " التي لم تعد تصدقها لا جداتنا ولا العطارين في سوق " التبزيرة " ، فهاهي تجربه اليوم في بيت أذن أن يرفع فيها اسم الله ، في بيت تخيم عليه السكينة والطمأنينة بعيدا عن لغة " البيانات " التضليلية والداعية إلى التشتيت والتفرقة ، وإلى الحقد والضغينة ، وإلى نشر الفاحشة والله سبحانه وتعالى يحذرنا من ذلك من خلال قوله الكريم (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ).
تمر الأيام ، ومع تواليها تتضح لنا جليا ألاعيب هذه الكمشة ، فهاهو الشخص الذي تحايلوا عليه وادعوا كذبا وبهتانا بأنه موقع " بيان المهزلة " الذي تطرقت إليه في مقال سابق ، يخرج عن صمته وينفي علمه بأي توقيع على اي بيان .
وهذه مناسبة أستحضر فيها ما سمعته شخصيا من السيد حسن مصباح الرئيس الشرعي لمسجد البراق ، أكثر من مرة ، حيث كان يرحب دائما بأي شخص يرغب في تحمل مسؤولية رئاسة المسجد وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالسيد" محمد أسرتي" الذي كان دائما يشيد بأخلاقه وتواضعه وحسن علاقاته مع الجميع ، والسيد حسن مصباح كان ولا زال مقتنعا بأن هذه الرئاسة هي تكليف وليس بتشريف ، وهو أيضا يشكو من كثرة وتنوع التزاماته ، وكان يتمنى أن يكون هناك شخص يخلفه في مهمته شرط أن يكون موحدا للصفوف لا مشتتا ، منفتحا على المحيط وليس منغلقا ، مؤمنا بالحوار وأهميته والتعايش بين الديانات ، لكن أن تنصب هذه الكمشة المعادية لمصالح بلدها والمحرضة على العدوانية والعنصرية ، نفسها " مصححة "و " مصلحة " وتعمل بمنطق " ولو طارت معزة " وتقوم بصياغة" بياناتها" العدمية والظلامية مع جرعات زائدة من التضليل والتسييس ، وطعن بلدهم المغرب والمغاربة من الخلف بخنجر المتآمرين الفاشلين ، فهذا ما أرفضه شخصيا ولا يتماشى وقناعاتي الشخصية ، وبالتالي أرى من حقي التصدي له بكل الوسائل القانونية المشروعة.
أنا لست متملقا لأحد ولم أتلق أية تربية من هذا القبيل ، ومهما عوى ذلك العاوي فإن عواءه لا يهز ثقتي بنفسي ، بل إنه يثبت اقدامي .
وكم سيكون جميلا وهاما ، حينما تدرك هذه الكمشة التي تريد أن تلبس لباس " الإصلاح " ، حينما تدرك وهي تتآمر على مسجد البراق الذي ضرب أحسن مثال في التعايش وحب الخير والحث على التعاون والألفة ، وهي تتنطع وتحسب أنها تحسن صنعا باتخاذها المسجد أداة للاسترزاق ،وزين لها الشيطان سوء عملها فرأته حسنا ، هم الحصاد المر لزرع بذور الفتنة ، يشعلون نارها وينفخون فيها ليزداد اشتعالها ، وتحقيقا لأجندة فاشلة ، بأن لا محل لعناصرها من الإعراب وإن كان لبعضهم محل بين الأعراب فهم أشد كفرا ونفاقا..
وإذ أكتفي بهذا القدر ، أريد أن أؤكد لكل من يهمه الأمر بأن السيد حسن مصباح ليس في حاجة لمن يدافع عنه ، فهو يملك من الشجاعة والنزاهة ما يجعله يقوم بالمهمة أحسن قيام ، ويكفيه فخرا أنه كان ولا زال حريصا على إيصال رسالة الإسلام السامية إلى مختلف الأديان والحضارت من هنا ، من المملكة البلجيكية ، رسالة سمحة داعية إلى المحبة والسلام والتسامح والتعاون والإخاء ولم يجرأ أبدا على استخدام بيت الله لنشر الكراهية..
ولا تفوتني هذه الفرصة دون أن أذكر موقع " بيان اللجنة التصحيحية " بقولة للإمام الشافعي رحمه الله يقول فيها "لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن وعيناك إن أبدت إليك معايبا فدعها وقل ياعين للناس أعين.
أسال الله أن يسمع الصم و يبصر العمى ، ويستيقظ من كان من الغافلين وإن عادوا عدنا.