يُحكى أن لمسجد الحسن الثاني قصة فريدة أولها أنه تم فرض آقتطاعات إجبارية على رواتب عامة الشعب ،وفرض ضرائب مبتدعة على كل مزارع آمتلك ماشية أو قطعة أرض أو ماشبه ذلك . بُني مسجد الحسن الثاني رغم أن الكثيرين تسألوا عن قيمة هذا الصرح وقتئد في زمن وصل فيه معدل الفقر والبطالة بين المغاربة إلى مستوى قياسي ، فبدل أن تذهب تلك الأموال المستخلصة بطرق قيل عنها الشيء الكثير إلى إنشاء البنية التحتية وبناء المصانع إنتهت إلى حيث مسجد سمي بمسجد الحسن الثاني . الأن تغير المخزن كثيرا ، صحيح أن جوهره لم يتغير لكن أساليبه تغيرت كثيرا فلم يعد المخزن المفترى عليه ظلما عدوانا يفرض على الشعب المساهمة في ملاحمه المذهلة ولا في بناء المساجد ،بل أنيطت المهمة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومعها المحسنون كل شيء يبدوا جميلا جدا ، لكن المشكلة ليست في المساجد بل في بعض الأئمة سامحهم الله ،لأن هؤلاء الأئمة لا يجدون من المواضيع الهامة في نظرهم والتي لا تصلح لخطب الجمعة سوى خطب الوضوء وكيفية الإستنجاء والمضمضة . في إحدى مساجد المملكة وبالضبط بإحدى مساجد طنجة ، تساءل إمام حول ما إذا كان من اللائق الدخول إلى الحمام برجل يمنى أم برجل يسرى !!؟؟؟ كما استنكر إمام أخر طريقة وضوء البعض وتساءل مع نفسه هل هي جائزة أم لا !!؟؟؟ هل من المعقول أن يظل أئمتنا يناقشون مسألة الوضوء ودخول الحمام وأمم أخرى تغزو العقول والفضاء وتطلق الأقمار الإصطناعية ؟؟؟ ألا تكفيهم مئات السنين بل الآلاف السنين من العزلة والتخلف والجمود بينما أسيادهم من الغربيين يكتسحون ديارهم وآقتصادياتهم ؟؟؟ إنه لشيء عجاب حقا فبدل أن يلجأ هؤلاء الأئمة إلى إرشاد الناس ودعوتهم للحق وتحبيب العلم إلى أنفسهم وأنفس أبناءهم وتوعيتهم بحقوقهم المهضومة نجد أن البعض لا زال يتكلم عن كيفية الوضوء وطريقة الدخول للحمام بقي لهم أن يعطوننا دروسا وخطبا حول كيفية غسل مؤخراتنا !!! المعلوم أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تعد من أغنى الوزارات وأكثرها ثراءا في المغرب ،لكن المصيبة أن بعض مساجد طنجة لا زالت إلى الأن لم تدخل مخطط وزارة السكنى والتعمير الهادف لمكافحة السكن العشوائي لأن بعض مساجد طنجة لا زالت إلى الأن مبنية بالقصدير (مسجديً المرس / ظهر القنقوذ ) أما البعض الأخر فيمكن للمرء أن يستحي من تسميتها بيوت الله لأن بيوت الله تكون نظيفة وحاشى لله أن يكون بيت الله متسخا إلا إذا كنت في المغرب فلا تستغرب ،كما أن بيوت الله ليست بأسواق لكن في طنجة يمكن للباعة المتجولين أن يحولوا أبواب المساجد لأسواق كما يمكن تحويلها لميدان تعرض فيه العاهات وتتسول فيه الأيادي ،وأخرون قد يحولون حديقة مجاورة لمسجد إلى بورديل لإتيان الفاحشة ( حديقة مسجد بدر ) هل نحن مسلمون حقا !!! لا أدري . بعض المفكرين والعلماء خلصوا في دراسات متعددة أن درجة التقدم والتماسك عند شعب ما تقاس بمدى تدينه وقدرته على صيانة أماكن عبادته ،لكن مع خير أمة أخرجت للناس لا يمكننا القول إلاا لا حول ولا قوة إلا بالله ،فإذا كان الهنود عبّاد البقر يجلون ويقدسون بقرة وهي مجرد حيوان يتغوط ويتبول فماذا سنقول في أمة تعبد إلها لا تدركه الأبصار بينما هذه الأمة لا تعتني ببيته ولا تحترم قدسيته ولا بأئمته الذين تخرس ّألسنتهم عن ذكر الحق والجهر به هل أنتم بالفعل ورثة الأنبياء ؟؟؟ صحيح أننا مثل أصنام بوذا الثلاثة لكن ماذا عساي أقول سوى لا حول ولا قوة إلا بالله. [email protected]