الممارسات العنصرية التي يقودها القنصل العام لإسبانيا بالناظور صاحب "الدراجة الهوائية "التي يتفقد بواسطتها أماكن حساسة بالإقليم ، امتدت هذه المرة إلى أسرة الفن ليوجه لها إهانة تنضاف للإهانات التي ما فتئ يوجهها لباقي فئات المجتمع الراغبين في الحصول على تأشيرات السفر إما للسياحة أو من أجل الالتحاق بأزواجهن رغم توفر هؤلاء على كل الشروط القانونية باستثناء الركوع لمثل هذا العنصري .
وهكذا وفي إطار التعاون الثقافي الذي يجمع بين البلدين الجارين المغرب واسبانيا ، تمت دعوة مجموعة من الطلبة من الناظور وتاوريرت للاستفادة من دورات تكوينية يشرف عليها المعهد الأندلسي" للفلامنغو" باشبيلية وذا الصيت الواسع باسبانيا ، وبعد توصل المعنيين بالدعوات الموجهة إليهم ونظيرا منها وجه للقنصلية الإسبانية بالناظور ، مع ضمان تام لكل المصاريف من حجز للفندق وتذكرة السفر ذهابا وإيابا وتعويض لفائدة المدعوين ، فوجئ الجميع بالموقف العنصري والماس بأحد حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا ، والذي أقدم عليه القنصل العام والقاضي برفض منح التأشيرة للمشاركين دون أي احترام لا للمعهد الأندلسي ولا للاتصالات التي أجراها في هذا الصدد المندوب الجهوي لوزارة الثقافة بالمنطقة الشرقية ولا للمكانة العلمية والثقافية والفنية للمشاركين ، رغم أن بعضهم سبق له أن شارك لمرات عديدة في مثل هذه الأنشطة الفنية بمدن اسبانيا .
وهذه الإهانة وهذا الموقف العدائي لقنصل اسبانيا لأسرة الفن بالغقليم ، ليس هو الوحيد المسجل عليه في الأيام الأخيرة ، بل كانت هناك إهانة اخرى وجهها القنصل الإسباني للفنان الريفي عبد العلي الرحماني خلال الندوة التي نظمتها جامعة غرناطة بمليلية المحتلة حول التعاون الاقتصادي بين المغرب واسبانيا والتي شارك فيها هذا القنصل يوم 29 ماي الأخير ، حيث انفعل المسؤول الديبلوماسي الأول بالناظور وفقد اعصابه حينما توجه له الفنان عبد العلي الرحماني بسؤال يتعلق بتناقض مواقف ممثلي القنصلية الإسبانية بالاقليم مع ما يتم ترويجه في هذه الندوة وأعطى مثالا حول منعه من المشاركة في نشاط فني باسبانيا ، ليرد عليه القنصل العام – وياحسرة – بجواب تهكمي مخاطبا إياه وسط الحضور " لا أومن أنك فنان ، وما عليك إلا أن ترقص لنا رقصة لنتأكد " علما بأن هذا الفنان سبق أن استدعي أكثر من مرة من طرف المعهد الإسباني بالناظور لتنشيط بعض فقرات الأنشطة التي تقيمها بين لحظة وأخرى هذه المؤسسة .
وفي تصريح صحفي للفنان عبد العلي الرحماني ، أكد "أن ما يعانيه طالبي التاشيرة والتجمع العائلي من مثقفين ، فنانين ، موظفين ، رياضيين ، جمعويين ، مرضى ، أطفال ، شيوخ ونساء من ممارسات عدوانية بغيضة في ضرب مفضوح للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان ، يستدعي تعبئة من لدن الجميع للرد وبقوة على هذه الإهانات وهذه الأعمال العنصرية ومطالبة السلطات المغربية بالتدخل لحماية كرامة المغاربة التي تهدر يوميا ".
وأضاف الفنان عبد العلي الرحماني قائلا " على هؤلاء العنصريين تعويض المتضررين ورد أموالهم في حال رفض تأشيراتهم بدل صرفها في حل الأزمة الاقتصادية التي تنخر اسبانيا مع خفض أو الغاء رسوم التجمع العائلي وواجبات المصادقة على الوثائق ، على اعتبارأ من يتقدم أمام القنصلية الإسبانية بالناظور للحصول على هذه الوثائق ، هم ضحايا الغازات السامة التي أمطرتها اسبانيا على أبناء المنطقة ويسقط منهم لحد اليوم المآت من خيرة أبناء الريف ".
وفي الأخير، وبعد أن طالب الفنان عبد العلي الرحماني ، من جمعيات المجتمع المدني وعلى رأسها المهتمة بالشأن الحقوقي بتتبع ومراقبة ما يجري بالقنصلية الإسبانية بالناظور من تجاوزات واعتداءات على حقوق الإنسان وكرامة المغاربة رجالا ونساء ، أكد لجوءه إلى القضاء لمواجهة القنصل العنصري ومطالبته بتعويض عن الضرر النفسي والمعنوي الذي تسبب له فيه أمام الحضور مع إجباره على تقديم اعتذار رسمي ، لأن الكرامة تبقى فوق كل الاعتبارات.