.كوم على هامش فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي الذي احتضنته تونس من 26 مارس إلى 30 منه بمشاركة ما يقارب من 135 دولة و1700 جمعية ومنظمة دولية وتتبع إعلامي لحوالي 700 صحفي محلي وأجنبي وبحضور شخصيات سياسية عالمية من بينها الوزير المكلف بالتنمية بالحكومة الفرنسية "باسكال دوفان " والوزير البرازيلي المكلف بالأمانة العامة "جيلبيرتو كارفالو " والأمين العام للعلاقات الاجتماعية بدولة البرازيل "بيدرو بونكتوال " والمسؤول بالسلطة الفلسطينية "نبيل شعت "، وفي إطار أنشطتها وتحركاتها في عين المكان ، ساهم رئيس وفد تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب الأخ محمد الشرادي في ندوة عالجت بالدرس والتحليل التهديدات الأمنية والمخاطر الآتية من مخيمات تندوف ومنطقة الساحل إلى جانب الصحفي والكاتب الإاسباني "شيما خيل " المعروف ب " خوسي ماريا خيل " والصحفي الايطالي "ماسي ميليانو بوكوليني. المحاضرون أجمعوا على أن بقاء مخيمات تندوف (جنوب غرق الجزائر)٬ يشكل عاملا أساسيا في تنامي نطاق التهديدات الأمنية بمنطقة الصحراء والساحل وخاصة٬ من قبل " الحركات الجهادية" وشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود. وشددوا على وجود علاقات وطيدة بين "الجماعات الجهادية" التي تتخذ من مخيمات تندوف قاعدة خلفية رئيسية لها٬ والعصابات التي تنشط في تهريب المخدرات نحو أوروبا عبر منطقة الساحل٬ وبين أعضاء في جبهة ما يسمى " البوليساريو"٬ مشيرين إلى أن حالة اليأس والإحباط الذي تسود المخيمات تسهل على تلك الحركات والمنظمات اختراق عناصر " البوليساريو ". وفي هذا الصدد٬ أوضح الأخ محمد الشرادي عن تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب الموجود مقرها الرئيسي بالناظور أن هناك مسؤولية واضحة للجزائر في تفاقم الأوضاع بالمخيمات وتنامي عمليات اختطاف الأجانب وذلك على اعتبار أن الأمر مرتبط بأحداث تقع داخل أراضيها٬ مضيفا أن النشاط التهريبي (المواد الغذائية٬ الأسلحة) الممارس من قبل عناصر من "البوليساريو" ليس حديث العهد بل يمتد إلى عقود. وتابع أن " ما هو مخيف أن مخيمات تندوف توجد في وضع خارج القانون " وتعد ملجأ حقيقيا لكل "العناصر الجهادية"٬ مشيرا إلى أن ساكنة المخيمات٬ وبدون أفق وأمل٬ تجد في الالتحاق بهذه الشبكات فضاء تحقق من خلاله ذاتها كما تجني أرباحا. من جهته٬ أكد السيد خوسي ماريا خيل أن وجود مخيمات تندوف واستمرارها بالشكل الذي عليه ومساندتها من قبل الجزائر سيهدد المنطقة المغاربية برمتها وسيساعد الحركات المتطرفة على توسيع نطاقها٬ مشددا على أنه يتعين على دول المنطقة وخاصة الجزائر تغيير استراتيجيتها من قضية الصحراء لتطويق ومحاصرة بؤرة الصراع في منطقة الصحراء والساحل. وبدوره أكد السيد "ماسي ميليانو" أن مدخل حل قضية الصحراء أصبح جزءا لمواجهة الفراغ في منطقة الصحراء والساحل٬ داعيا في هذا الصدد إلى إرساء تنسيق إقليمي حقيقي لمواجهة اختراق " الجماعات الجهادية" لساكنة المخيمات. كما أبرز أن هناك أوضاعا جديدة بالمنطقة تتطلب تبني مقاربات استراتيجية خاصة من قبل الجزائر التي تساند " البوليساريو "٬ في ظل تنامي تهديدات الجماعات الجهادية للوحدة الترابية للدول.