مدينة الحسيمة الهادئة التي عاشت وتعيش أفراح الذكرى التاسعة عشرة لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الغر الميامين، والتي أبى جلالته إلا أن يقضي فيها جزءا من عطلته السنوية كما عود ساكنة هذه المدينة منذ أن تقلد حفظه الله مقاليد تسيير شؤون هذه الأمة المجيدة …الحسيمة التي هي في القلوب عرفت استقبالات ملكية عديدة لمسؤولين كبار في الدولة، واحتضنت اجتماعا ترأسه جلالة الملك خصص لتتبع تنفيذ ما ورد في خطاب العرش الذي وجهه جلالته من قلب هذه المدينة التي امتلأت شواطئها عن آخرها، وانتعش اقتصادها بعد العودة الميمونة لمغاربة العالم من أبناء الحسيمة الذين شاهدوا جلالة الملك يتجول بدون بروتوكولات في شوارعها ، هذه هي الحسيمة على أرض الواقع، وليست تلك التي يتحدث عنها بعض الفايسبوكيين وخاصة تلك الحفنة الهاربة من العدالة والمقيمة بالديار الهولندية التي تقدم للرأي العام مدينة الحسيمة وكأنها غزة أو شيء من هذا القبيل… ومن قلب هذه الحسيمة الجميلة والهادئة، وجه جلالة الملك محمد السادس خطاب العرش لشعبه الوفي، الشعب الذي يضحي وينسى الفقر وكل المشاكل حينما يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن ومصالحه العليا ، وقبل أيام عشنا تنقل أزيد من 50 ألف مغربي ومغربية إلى روسيا لتشجيع المنتخب الوطني، والآلاف خرجت في المدن والأقاليم والجهات المغربية وفي دول العالم لتحيي لاعبي المنتخب على الوجه الذي ظهر به هذا الأخير وهو يواجه منتخبات عريقة وبنجوم عالمية… خطاب لم يكن عاديا بل جاء حاملا لأكثر من رسالة موجهة للجميع من أجل تظافر الجهود لخدمة البلاد …ملك البلاد يحث على النهوض بالوطن، ويؤكد وبشكل واضح وصريح بأن المغاربة الأحرار لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية وبائعي الأوهام باستغلال بعض الاختلالات لتبخيس المكاسب والمنجزات التي حققها المغرب . جلالة الملك ومن مدينة الحسيمة الجميلة دعا حفظه الله إلى تجديد النخب، وهذا لا يعني أنه يجب الاستغناء عن ذوي التجارب، لكن لابد من استقطاب نخبة جديدة وتشجيع الشباب لنطعم بهم أحزابنا السياسية ،وهذه الأخيرة تعي جيدا بأنها لم تعد قادرة على إعطاء أي شيء بتركيباتها الحالية، وفشلت في ضخ دماء جديدة بنخبة جديدة خاصة من الشباب ، على شباب الأمة أن يتحمل المسؤولية … وبشجاعته وصراحته المعهودتين في جلالته أكد حفظه الله بأن قضايا المواطن المغربي لا تقبل التأجيل ولا الانتظار، والشأن الاجتماعي يحظى لدى جلالته باهتمام وانشغال بالغين كملك وكإنسان ، دعم مقاربة تشاركية لتحقيق الأهداف، وتحديد الآجال الذي تضمنه كذلك الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد هو شيء مهم بحيث يجعل كل واحد أمام مسؤوليته … من الحسيمة خاطبنا جلالة الملك، وحمل لكل واحد منا مسؤولية المشاركة في نهضة وتنمية البلاد ، فهل تملك الحكومة الشجاعة والجرأة لتقول بأن الخطاب مفهوم وتبادر إلى العمل بجدية ؟