لست من خارج الناظور، و لست ممن جاء إليها سائحا أو عابرا… أنا ابن هذه المدينة العزيزة و أعرف كل ركن فيها بل و أدق تفاصيل ما يحدث فيها… أعرف أننا في مدينتنا نتسابق إلى كل شيء و نتنافس على المناصب و الألقاب، و مراكز السلطة و القرار… أعرف أيضا أن الكثير منا يغضب لرؤية السعادة على وجوه الآخرين لأننا تأثرنا مع الأسف بقول زائف يقول: إما أن نفرح جميعا أو نمنع الفرح على الآخرين.. سياق القول هو الحملة التي يقودها بعض "البشر" على مكونات الجمعية الخيرية بالناظور، و الحال أن الأمانة تستدعي القول بأن هذه الأخيرة أضحت منذ تولي مكتبها الجديد لمهامه؛ معلمة اجتماعية بامتياز و مفخرة للناظور أمام كل زواره من داخل و خارج المغرب. لقد أصبح نزلاؤها يعرفون معنى العيش الكريم بفضل ما تم توفيره لهم من جمال محيط و رونق غرف و طيب أكل و خضرة فضاء.. هذه الأمور التي لم يكن أكثر المتفائلين ينتظر رؤيتها تتحقق على أرض الواقع. فلماذا إذن كل هذا الضجيج و كل هذا الصخب؟؟ و لماذا كل هذا التهافت وكل هذا التكالب؟؟ ألا يمكننا توفير هذا الجهد السلبي لتوظيفه في حروب أخرى و في ميادين أخرى؟؟ أليس حريا بنا ترك القائمين على هذا الصرح الخيري ليواصلوا جهدهم و نحن نعاين تغييرا جذريا نحو الأفضل و الأحسن؟؟ لا تهمني أسماء مكتب الجمعية، و لا تهمني صفاتهم و أوصافهم، و لكن يهمني كيف رأيت البسمة على شفاه أطفالها، وكيف رأيتهم يقرؤون و يمرحون، و كيف صاروا يحسون بالأمن و الأمان… فماذا نريد أسمى من هذا الخير العميم !! إن المتشبع بحب الخير للآخرين، و المهتم بقضايا الأطفال، و الراغب في نشر ثقافة الاتحاد و التعاون، و القائم على شؤوننا، ما عليه إلا أن يبحث كيف يضيف لمسته على نفوس هؤلاء النزلاء، و كيف يرفع من همتهم و شأنهم.. لأنهم قبل كل شيئ من أبناء مدينتنا و ريفنا و وطننا.. و على من تعذر عليه ذلك أن يقوم و لو بالدعاء لهم فيما على صناع الفتنة أن يلتزموا الصمت و الحياد.. فذلك أضعف الإيمان ..