انطلق يوم 30 نونبر الماضي بث قناة "ميد راديو" التي كانت قد حصلت على ترخيص البث ضمن لائحة القنوات الإذاعية التي حصلت على رخص الهاكا، ضمن الموجة الثانية من لائحة التراخيص. الإذاعة التي بنت إستراتيجية تواصلها على مبدأ الوساطة تحاول الاعتماد على برامج القرب من أجل التواصل مع الجمهور، بالرغم من المنافسة وضيق سوق الإشهار، وهو ما يؤكده أحمد الشرعي مدير الإذاعة في الحوار التالي: - كيف يكمن تقديم إذاعة "ميد راديو"؟ نعتمد في عملنا على ثقافة القرب عن طريق إنتاج مجموعة من البرامج المحلية، التي نحاول من خلالها رد الاعتبار إلى المستمع المغربي، والذي عانى لمدة طويلة من البرامج التافهة، لهذا فإن عملنا يرتكز أساسا على تقديم البرمجة الجيدة اعتمادا على الطاقات الشابة التي تكون معظمها في الصحافة المكتوبة، وإذاعتنا اعتمدت على مجموعة من المفاهيم الأخلاقية التي تتماشى مع أجواء العهد الجديد وتحرير الفضاء السمعي البصري، كما أننا نحاول الانخراط بشكل إيجابي في عملية بناء جسم إعلامي مغربي ديمقراطي. - ماذا عن الخطوط العريضة لبرمجة القناة؟ نقدم العديد من البرامج المتنوعة التي تعتمد أساسا على فكرة الوساطة كفضاء للحوار وتبديد الخلافات بمختلف أشكالها، سواء تعلق الأمر بالأشخاص في ما بينهم أو بينهم وبين مختلف المؤسسات. كما نقدم برامج مخصصة للشباب من أجل فسح مجال التعبير أمامهم، وفي نفس الوقت مساعدتهم على تجاوز مشاكلهم، مثل برنامج بورصة الفرص الذي يقدم كل ما له علاقة بعالم الشغل. أما البرامج الاجتماعية فستعتمد أساسا على القرب، مثل برنامج سكن مرتاح الذي يقدم نصائح للأشخاص الباحثين عن عمل، وبالإضافة إلى ذلك فإننا سنقدم مجموعة من البرامج الترفيهية التي تعتمد أساسا على التحاور مع المستمعين دون نسيان، بطبيعة الحال، الأخبار التي تحتل مكانة مميزة في شبكة برامجنا. وعموما يمكن القول إن شبكة برامجنا تعتمد على أربعة محاور هي: الأخبار والوساطة والبرامج الاجتماعية بالإضافة إلى البرامج الترفيهية. - كيف كان استقبال المستمعين للإذاعة الجديدة؟ نحن جد مسرورين بالتجاوب الذي حققته الإذاعة خلال أيامها الأولى، حيث أكدت كل الارتسامات أننا نقدم برامج قريبة من الناس وبعيدة عن أسلوب التهريج، كما أن هناك تواصلا كبيرا مع الجمهور، حيث نتوصل بمعدل 60 مكالمة في البرنامج الواحد. - ألا يؤدي تزايد عدد الإذاعات إلى طرح إشكال الصراع على سوق الإشهار؟ أعتقد أنه حان الوقت للتطرق بجدية إلى هذا الموضوع، حيث إن الإذاعات وبالرغم من تنامي عددها لا تحصل إلا على 10 في المائة من الإشهار، ونأمل إلى أن تصل هذه النسبة إلى 20 في المائة، بالرغم من أن الأزمة الاقتصادية قد تسببت في انحسار نمو سوق الإشهار. وأعتقد أن تنمية القطاع مرتبطة في جزء منها بمجهودات المستثمرين، لكن لا يجب أن ننسى الدور الذي يمكن أن تلعبه الحكومة في هذا المجال، كما تقوم به حاليا في ما يخص دعم الصحافة المكتوبة، فالطريق مازال أمامنا طويلا ولا بد من حشد كل الطاقات للتقدم بعيدا.