لحسن الحظ أن هناك وزيرا واحدا، على الأقل، في الحكومة المغربية يستحق اسم وزارته.. إنه وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، وهذا ليس مديحا في الظل العالي لأحمد رضا شامي، خصوصا في الجزء الثالث من اسم وزارته، "التكنولوجيا الحديثة".. "معالي" الوزير مسؤول "ميزاجور" إلى أبعد الحدود، فهو الشخص الوحيد في حكومة عباس الذي يملك مدونة على الأنترنت يطلق عليها اسم "الشامي أونسومبل"، ينشر فيها مقالات فكرية وسياسية واقتصادية، ويستقبل فيها تعليقات الزوار على آرائه ومواقفه ويرد عليهم من وقت لآخر، وعلى الصفحة الرئيسية لمدونته يكتب شامي مقدما نافذته الافتراضية للمغاربة: "كنت سأكون متخلفا كوزير للتكنولوجيا الحديثة لا يملك مدونة على الأنترنت"، ويستطرد: "مدونتي ستمنحني إمكانية التواصل المباشر مع الناس والتوصل بمقترحات قد تفيدني في مجال عملي الوزاري". في أسفل الصفحة الرئيسية لمدونة الوزير يوجد رابط صغير بعنوان "اتبع أحمد رضا شامي على تويتر"، وبمجرد النقر عليه ينقلك إلى صفحة وزير التكنولوجيا على الموقع الاجتماعي العالمي "تويتر"، الذي أصبح يضاهي موقع "الفايس بوك" في الانتشار، والذي لم يبدأ انتشاره في صفوف شركاء الأنترنت المغاربة إلا منذ أشهر قليلة، وهنا نجد شامي يسأل من اختاروا أن يتبعوا صفحته على "تويتر" قائلا: "هل تعتقدون أن البارصا هي من سيفوز اليوم؟"، ثم يرسل رسالة قصيرة أخرى: "مبروك العيد وفيفا بارصا"، وقبل ذلك بأيام يرسل "الوزير ميزاجور" "تويت" جديد يقول فيه: "أنا الآن رفقة عمدة مدينة أمستردام السيد أحمد أبو طالب وهو يحييكم جميعا"، وفي رد على بعض الأسئلة الشخصية يقول شامي: "لقد اشتغلت كثيرا لأبقى شخصا شريفا، وهذا يهمني أكثر من منصبي الوزاري". أكثر من ذلك، الوزير أجبر بعض المتطفلين على صفحته الافتراضية من عشاق السب والنبز في الأنترنت على الانسحاب بهدوء، وذلك إما بعدم الاهتمام لما يقولون أو بكتابته لردود هادئة ومتزنة تجبرهم على التفكير قبل الكتابة أو السب.. في المقابل، مازال العديد من وزراء المملكة أميين تكنولوجيا وفي حاجة دائما إلى راقنة في الديوان لكتابة نصوصهم وخطبهم العصماء وإلى مستشار لقراءة الرسائل الواردة على البريد الإلكتروني، وإلى جيش من التقنيين من أجل تحميل برنامج "الوورد"، وإلى مساعدة لفتح "أنترنت إكسبلورر" لدخول العالم الافتراضي، أما بعض الشيوخ فهم متعالون على الأنترنت ويعتقدون أن "المدونة" و"الفايس بوك" و"التويتر" هو "لعب الدراري" فقط، فيما البقية الباقية لم يبق لها وجه تقابل به المغاربة لا على الأنترنت ولا في الشارع العام.. برافو شامي.