كرمت مدينة الداخلة، عبر الدورة الثالثة للملتقى الدولي للسينما، مجموعة من الوجوه السينمائية العربية والإفريقية والعالمية، وذلك بمناسبة افتتاح المهرجان يوم الجمعة الماضي. وقد كرمت الداخلة الممثلة المصرية سمية الخشاب التي حظيت باستقبال حافل. وبالرغم من الحماية الأمنية التي خصصت لها، فإنها تعرضت للمضايقات بسبب حرص شباب المنطقة على أخذ صور معها، وقد فضلت سمية الخشاب تحية الجمهور عند تسلمها درع التكريم عن طريق تأدية أغنية من ألبومها الأخير، وهو نفس ما قام به الموسيقي والممثل المغربي يونس ميكري، والذي غنى رفقة الجمهور قطعته المميزة «ليلي طويل». وقد تميز حفل الافتتاح كذلك بتكريم الممثل المصري هاني سلامة أحد المواهب التي اكتشفها الراحل يوسف شاهين، بالإضافة إلى المخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، الذي أكد أن فيلمه القادم سيصوره في المغرب، والفنانين العالميين كجون ديبني ومايكل دانا وهومي مان، بالإضافة إلى المغربيين عبد القادر غانم وبوشعيب الطالعي. وقد تميز حفل الافتتاح، الذي عرف حضور وزير الاتصال خالد الناصري وممثلي السلطات المحلية، بارتباك على مستوى تقديم الفقرات تسببت فيه فاطمة النوالي، والتي لم يكن تقديمها متميزا، إلا أن عبد الله منتصر حاول إنقاذ الموقف بتلقائيته المعهودة، حيث زاوج في التقديم بين اللغتين العربية والفرنسية. وتميز اليوم الثاني من المهرجان بعرض الشريط المغربي «أولاد لبلاد» في الهواء الطلق، حيث شاهده قرابة ثمانية آلاف متفرج، في الوقت الذي كان فيه المنظمون ينتظرون فقط نصف هذا الرقم، وقد حظي فيلم محمد إسماعيل بتتبع كبير من الجمهور الحاضر. وإلى جانب العروض السينمائية، تم تنظيم تظاهرة «ماستر كلاس» حول تأليف موسيقى الأفلام، في إطار الدورة الثالثة للملتقى الدولي للسينما بالداخلة، والتي قال منظموها إن هذه التظاهرة تعد سابقة في العالم العربي وإفريقيا. وتهدف هذه التظاهرة الدولية إلى إطلاع المشاركين على تقنيات تأليف الموسيقى التصويرية المواكبة للصورة السينمائية في الأفلام. وقام بتنشيط «ماستر كلاس»، المنظم بشراكة مع الأكاديمية الأمريكية لجوائز الأوسكار والمستوحى من برنامج التعليم ل»فيلم سكوريونز لأكاديمية موشن بيكتشرز أرتس أند ساينسز»، أسماء عالمية بارزة، كهامي مان وجون ديبني ومايكل دانا وبوك فيرغيسون. وأبرز «ماستر كلاس» الجمالية والإجراءات والجوانب التقنية لموسيقى الأفلام، مع التركيز على فن وثقافة الإبداع الموسيقي في مجالي السينما والتلفزيون. وبالموازاة مع هذه التظاهرة، تم تنظيم مائدة مستديرة لمناقشة آفاق موسيقى الأفلام بالمغرب، إلى جانب تنظيم ورشة لفائدة شباب المنطقة في مجال كتابة سيناريو جماعي لأول تجربة سينمائية باللهجة الحسانية. وتم، خلال هذه الدورة الثالثة للملتقى الدولي للسينما بالداخلة، عرض 21 فيلما تمثل 12 بلدا، تعالج مختلف المواضيع. وتمثل الأفلام التي عرضت خلال هذه الدورة أحد عشر بلدا هي: مصر وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة وبلجيكا وبوركينافاسو والسنغال وموريتانيا وتونس، علاوة على المغرب. وحسب الجهة المنظمة، فإن السينما المغربية كانت حاضرة بقوة من خلال عرض أفلام لقيت نجاحا كبيرا لدى الجمهور، من قبيل فيلم «البراق» لمحمد مفتكر، و«المنسيون» لحسن بنجلون، و«الدار الكبيرة» للطيف لحلو، و«أولاد البلاد» لمحمد إسماعيل، ثم «موسم المشاوشة» لعهد بنسودة.