على إثر الخصاص المالي الذي سجل لإنجاز مشروع القطار فائق السرعة، (تي جي في)، والذي تبلغ ميزانية تكلفته الإجمالية 20 مليار درهم، تدخل الملك محمد السادس شخصيا لدى دول عربية خليجية، من أجل دعوتها للمساهمة في تمويل هذا المشروع، وهو ما أثمر هبة مالية من المملكة العربية السعودية تقدر ب200 مليون دولار، في انتظار استجابة دول عربية أخرى. وكان الملك محمد السادس قد بعث مؤخرا كلا من الطيب الفاسي الفهري إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومولاي الطيب الشرقاوي إلى الكويت من أجل هذا الموضوع. وحسب بلاغ للديوان الملكي، فإنه "عملا على تعبئة مبلغ أربعمائة مليون أورو، المتبقي من التغطية المالية الإجمالية لهذا المشروع التنموي الواعد، بادر صاحب الجلالة، أعزه الله، إلى إجراء اتصالات مع قادة بعض الدول الشقيقة الذين عبروا عن تجاوبهم الفعال واستعدادهم للمساهمة في إنجازه"، كما أشار البلاغ الذي صدر أمس إلى أنه "تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، بالمساهمة السخية بمبلغ مائتي مليون دولار (أي ما مقداره 160 مليون أورو). وقد أعرب جلالة الملك للعاهل السعودي عن عميق تشكراته لهذا الدعم الكريم، الذي يؤكد عمق علاقات الأخوة الراسخة، والتضامن الفاعل، التي تجمع بين المملكتين والشعبين الشقيقين المغربي والسعودي". وأشار بلاغ الديوان الملكي إلى أن الملك محمد السادس يعمل "على توفير الوسائل المالية اللازمة لإنجاز المشروع الطموح للقطار فائق السرعة (تي جي في)، طنجة-الدارالبيضاء، وأنه حرص "على رصد تمويل وطني لهذا المشروع الهام، يقدر بخمسمائة مليون أورو، أي ما يناهز 5.8 ملايير درهم، تساهم فيه الميزانية العامة للدولة ب4.8 ملايير درهم، وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمليار درهم". وكان المغرب قد وقع على اتفاقية للحصول على قرض "ميسر" من فرنسا بمناسبة الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي في أكتوبر 2007، حيث "وافقت بمقتضاها فرنسا على المساهمة الفعالة في إنجاز هذا المشروع الكبير" بمبلغ تسعمائة مليون أورو"، حسب نص البلاغ. وسيتم الشروع في استغلال القطارات فائقة السرعة ب320 (كلم في ساعة) مع الارتباط بالخط الحالي ابتداء من القنيطرة على السكة المزدوجة الحالية. ويشمل المشروع كذلك بناء وتجهيز ورشة لصيانة القطارات فائقة السرعة، وكذا اقتناء قطارات مماثلة ذات طاقة استيعابية تفوق 500 مسافر لكل قطار. وينتظر أن تعرف سنة 2010 انطلاقة أشغال هذا المشروع الذي سيمكن من نقل نحو 8 ملايين مسافر عند الشروع في الاستغلال عوض مليونين حاليا، حسب وزارة التجهيز والنقل، وكذا تحقيق تقليص مهم في مدة السفر لتصل إلى ساعتين و10 دقائق بين طنجة والبيضاء، بدل 4 ساعات و45 دقيقة حاليا، واختصار مدة الرحلة ما بين طنجة والرباط إلى ساعة و20 دقيقة عوض ثلاث ساعات و55 دقيقة. كما سيؤدي هذا المشروع، حسب الوزارة، إلى الرفع من وتيرة الرحلات وتقديم خدمات مميزة ذات جودة عالية، وتوفير قدرة إضافية لحاجيات النقل السككي الجهوي، ونقل البضائع عبر الخط الحالي، لاسيما القادمة من ميناء طنجة المتوسط، واعتماد تعرفة ملائمة للقدرة الشرائية لمستعملي القطار، والمساهمة في الحفاظ على البيئة وتقليص حوادث السير. وينتظر أن تنطلق أشغال هذا المشروع خلال صيف 2010، لتنتهي في متم سنة 2014، ليشرع في تشغيل الخط في دجنبر 2015، حتى يتسنى إنجاز كافة التجارب الضرورية للسير وفق أنظمة السلامة لتقنية السرعة الفائقة.