الرباط - سهام إحولين وصلت سيارته السوداء على الساعة العاشرة إلا عشر دقائق، في الوقت الذي كان جمهور منصة النهضة، الذي تجاوز عدده حسب التقديرات خمسين ألف شخص، يصرخ باسمه، والذي حضر معظمه منذ أكثر من ساعة ونصف حتى يحظى بمكان أقرب من نجم السهرة. توقفت سيارة الفنان اللبناني رامي عياش أمام إحدى خيام الكواليس، وخمس دقائق بعد ذلك، خرج محاطا بمدير أعماله وطاقمه، وتوجه بخطى متأنية باتجاه المنصة في الوقت الذي كانت فيه سميرة البلوي تقدمه للجمهور الذي كان يصرخ ويهتف. توقف للحظات قليلة قبل أن يصعد للمنصة ويخرج لجمهوره المغربي مرتديا بذلة بلون جبال الأرز خلال فصل الشتاء. أطل رامي عياش باللون الأبيض الملائكي على جمهور أحب صوته وأغانيه وحفظ كلماتها عن ظهر قلب، وأحب الفنان الذي أكد في عدد من المناسبات على كونه يحس بارتباط كبير بالمغرب إلى درجة يحس بها فعلا بأنه بلده الثاني. وخاطب جمهور النهضة قائلا: «أحب المغرب (...) سأغني في موازين القادمة». وبعد أن أدى رامي، الذي رأى النور سنة 1980، أغنيته الناجحة جدا باللهجة المصرية «بحب الناس الرايقة»، التي غناها على طريقة دويتو مع الفنان المصري الكبير أحمد عدوية، والتي ظلت لأسابيع طويلة تتربع على عرش الأغنيات العربية، جاءت أقوى لحظات الحفل الغنائي حيث بدأ يغني بصوته الجبلي القوي نشيد «نداء الحسن» الخاص بالمسيرة الخضراء، بينما خلفه رسم بالأضواء الحمراء والخضراء العلم المغربي، قبل أن يلف العلم فوق كتفيه. أما الجمهور الذي ضم عددا من نادي معجبيه الذين حملوا صوره واسمه محاطا بقلوب حمراء ووردية، فتجاوب معه بشكل كبير وكان يردد معه: «صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحرا... فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحات حرا... مرادنا لازم يكمل بالمسيرة الخضرا»، واستقبلها بالزغاريد والتصفيقات. «حبيتك أنا» و«يا مسهر عيني» و«من الشباك» و«قلبي مال»، إضافة إلى أغاني لفنانين آخرين كأغنية «سواح» لعبد الحليم حافظ و»نسم علينا الهوا» لفيروز، كلها أغان أداها عياش، الذي يعتبر خريج برنامج الهواة «استوديو الفن» سنة 1996 على تلفزيون «إل بي سي» اللبناني، الذي كان أول خطوة لتحقيق حلمه في أن يصبح واحدا من أكثر المغنين شهرة من أبناء جيله حيث كان يلقب ب»البوب ستار». انتهى الحفل فخرج رامي، الذي كان يتحدث إلى الجمهور بلهجة لبنانية فيها الكثير من الكلمات بالدراجة المغربية، وسط تصفيقات الحاضرين بخطى حثيثة هذه المرة مرفوقا كالعادة بطاقمه إلى سيارته، حيث اتجه إلى الدارالبيضاء حيث تلقى دعوة إحدى الأميرات المغربيات للغناء في إقامتها الخاصة بالمدينة.