قال الخبير الأمريكي في شؤون الإعلام، في كلمة ألقاها من باريس عبر الأقمار الاصطناعية، خلال لقاء حول الصحافة المكتوبة في دار أمريكا بالبيضاء، عن السلطات المغربية ترفض أن تستوعب أن ضمان حرية الصحافة وعدم مضايقة الصحافيين من شأنه أن يسهم في تحقيق الديمقراطية والتنمية. وأضاف :" إن النظام الديمقراطي يقوم، في تقديري، على ركيزتين هما الإعلام الحر والنظام التعليمي الجيد". واعتبر الخبير الإعلامي الدولي أن السلطات المغربية "تلعب ضد نفسها" من خلال مضايقة وسائل الإعلام المستقلة، مشددا على أنها بمثل هذه المضايقات تهيئ تربة خصبة للأفكار المتطرفة وتشجعها دون وعي منها قال جورج كازولياس، الخبير الإعلامي الدولي، إن السلطات المغرب "تلعب ضد نفسها" من خلال مضايقة وسائل الإعلام المستقلة، مشددا على أنها بمثل هذه المضايقات تهيئ تربة خصبة للأفكار المتطرفة وتشجعها دون وعي منها. وأضاف كازولياس، مساء أول أمس في كلمة ألقاها من باريس عبر الأقمار الاصطناعية خلال لقاء حول الصحافة المكتوبة في دار أمريكا بالدار البيضاء، إن "بعض العناصر" في هرم السلطة المغربية تأبى أن تستوعب أن ضمان حرية الصحافة وعدم مضايقة الصحف والصحافيين من شأنه أن يساهم في تحقيق مزيد من الدمقراطية و التنمية. وأوضح جورج كوزالياس، وهو أستاذ متخصص في الصحافة بالجامعة الأمريكية بباريس وسبق له العمل في عدة منابر إعلامية منها على الخصوص راديو فرنسا الدولي (RFI)، أن الإعلام الحر ركيزة أساسية في أي نظام ديمقراطي. وقال:" إن النظام الديمقراطي يقوم، في تقديري، على ركيزتين هما الإعلام الحر والنظام التعليمي الجيد". وأشار المحاضر، في كلمته، إلى أن قانون الصحافة المغربية، رغم كل الانتقادات التي يتعرض لها، كان من المفروض مبدئيا أن يضمن للصحافيين المغاربة حرية أكثر في العمل، ولكن تواطؤ مختلف أجهزة السلطات على تأويلها بشكل معين حوله إلى أداة عقاب بلد أن يكون أداة تنظيم وضبط. وتجدر الإشارة إلى 2009 كانت سنة صعبة جدا على الصحافة والصحافيين بالمغرب، إذ تعرضت الكثير من الصحف للمضايقات والمحاكمات والمنع، وهو ما أضر كثيرا بصورة المغرب في العالم، ودفع به إلى احتلال مراتب متأخرة في تقارير المنظمات الدولية التي تعنى بحرية التعبير. إذ وضعته منظمة "مراسلون بلا حدود"، في تصنيفها الأخيرة، في المرتبة 127 على قائمة تضم 175 بلدا، كما جاء في المرتبة 146 في التصنيف الأخير لمنظمة "فريدوم هاوس" الأمريكية التي وضعته في خانة "البلدان غير الحرة" في مجال حرية التعبير. وأثار الخبير الأمريكي، جورج كوزالياس، كذلك في محاضرته محدودية تأثير الصحافة المكتوبة المغربية الذي أرجعه بالأساس إلى نسبة الأمية المرتفعة في المغرب، وإلى محدودية الكتلة القارئة للصحف. وسبق لتقرير المعرفة بالعالم العربي، الذي صدر مؤخرا بتعاون بين مؤسسة "محمد بن راشد آل مكتوم" وبرنامج الأممالمتحدة للإنماء، أن صنف المغرب في المراتب المتأخرة من حيث نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة بين الدول العربية بحوالي 41 في المائة من نسبة الأمية، بينما تشير الإحصاءات الرسمية المغربية إلى انخفاض هذه النسبة إلى حوالي 34 في المائة. ولا يتجاوز معدل الالتحاق بالتعليم الثانوي في البلاد عتبة 56 في المائة، حسب التقرير ذاته. وتنخفض هذه النسبة على مستوى الالتحاق بالتعليم العالي إلى 11 في المائة في المتوسط، وهي نسبة ضئيلة مقارنة مع العديد من بلدان المنطقة العربية. وأشار كوزالياس، في معرض حديثه، إلى وضع الصحافة المكتوبة في العالم كله والأخطار التي تهددها. وإذا كان مضايقات السلطات تأتي على رأس قائمة هذه الأخطار بالنسبة إليه، فإنه لا يغفل المخاطر الكامنة في محاولة المؤسسات الكبرى السيطرة على الصحف وتجريدها من دورها الحيوي في مراقبة السلطة وفضح تجاوزاتها، وهو الدور الذي يجعل سلطة رابعة حقيقية في البلدان المتقدمة مثل الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وغيرها. كما أشار إلى ما يكتنف وسائل الإعلام الجديدة، مثل المدونات والمواقع الإلكترونية والوسائل التكنولوجية الحديثة التي تجعل المواطن العادي قادرا على تقمص دور الصحافي. وقال إن توفر المواطن العادي على هذه الوسائل لا تجعل منه صحافيا، مثلما لا يتحول أي شخص إلى جراح لمجرد إمساكه بمشرط الجراحة.