بتتويجه بطلا للمغرب في أعقاب اختتام آخر جولة يوم السبت الأخير من منافسات البطولة الوطنية لموسم 2009/2010، يكون نادي الوداد الرياضي لكرة القدم قد نجح في مسعاه لتحقيق اللقب، الذي راهن عليه لسنتين. راهن الوداد على اللقب في صيف 2008 عندما تعاقد الفريق مع بادو الزاكي مدربا، إذ نص العقد على تهيئ فريق في السنة الأولى، على أن يكون الحصول على اللقب هدفا في الموسم الثاني. في الموسم الأول افتقد الفريق للسرعة النهائية، ولم يحصل على أي لقب، إذ خسر نهائي دوري أبطال العرب أمام الترجي التونسي وأنهى البطولة في المركز الرابع. في الموسم الثاني عاد رئيس الفريق عبد الإله أكرم ليثير الانتباه من جديد، إذ تعاقد الوداد مع عدد كبير من اللاعبين، كعبد الحق أيت لعريف وأحمد أجدو ومراد الرافعي ولايس مويتيس وغيرهم... كان الهدف انتزاع اللقب وتعويض بعض المغادرين كنقاري ولبرازي ورفيق عبد الصمد. ارتأى الوداد ترك حقيبته المالية مفتوحة وتجاوزت قيمة الصفقات مبلغ 800 مليون سنتيم. لم يكن الزاكي خارج خط الانتدابات، بل إنه كان هو من يلعب دور "المقترح" لأسماء وهويات اللاعبين، وبصيغة الإصرار أحيانا، فيما ظل أكرم مخلصا لدور "المنفذ" مهما كلف ذلك من ثمن، إلى حد بات اسم "أكراموفيتش" ملازما له. وبين الحقيبة المالية لأكرم والحقيبة التقنية للزاكي استهل الوداد موسمه، ، وبدت شهية الوداديين مفتوحة لحصد المزيد من التفوق والنجاح في أفق إحراز لقب لطالما بحثوا عنه. لكن كلما تعرض الفريق لعثرة إلا وكان يواجه القصف في شخص مدربه كما مكتبه المسير. وظل الزاكي غير ما مرة يلوح بالمغادرة، مقابل محاولات أكرم لإطفاء الغضب، رغم أنه كان بدوره يتعرض للضربات، على عكس الزاكي الذي فضل فجأة إنهاء كل شيء بتقديم استقالة على بعد أربع جولات، بعد خسارة الوداد أمام الرجاء في مباراة الديربي. ولم يكن أمام أكرم إلا الاستنجاد ب"ابن الوداد" فخر الدين لتولي مهمة قيادة الفريق الذي بات وقتها أشبه بقنبلة موقوتة مرشحة للانفجار في أي لحظة. لكن "الفريخ" نجح في تدبير الأزمة النفسية للاعبين، وتوج باللقب، ليحقق بذلك في ثلاث جولات فقط ما عجز عنه الزاكي طيلة موسمين كاملين.