بدا وزير التجهيز والنقل، كريم غلاب، سعيدا جدا ومنتشيا وهو يدخل قاعة المؤتمرات بالفندق الفخم "بالموري غولف بلاص" بمراكش صبيحة يوم أمس، من أجل الاحتفال باليوم الوطني للسلامة الطرقية.. لم يتوقف غلاب عن السلام على كل من أحاطوا به من مسؤولين محليين ووطنيين ودوليين، كما كان مبتسما أمام عدسات المصورين وعشرات الصحافيين الذين تمت دعوتهم بكثافة إلى مراكش للاحتفال مع غلاب بالمدونة الجديدة، كما تمت تعبئة مراكش بأكملها لاستقبال "المهرجان الدولي لفيلم السلامة الطرقية"، الذي اختارت له وزارة غلاب أن يصادف الاحتفال باليوم الوطني للسلامة الطرقية. "بعد ثلاث سنوات خرجت المدونة.. لقد كان الأمر صعبا في بعض الأحيان"، هكذا قال الوزير من على منصة الحفل الافتتاحي للمهرجان الدولي لفيلم السلامة الطرقية، أمام أكثر من 200 مدعو، قبل أن يستطرد: "الآن المدونة موجودة وسنمر إلى مرحلة تطبيقها"، ولهذا الغرض اختار غلاب وأعضاء ديوانه ومسؤولو الطرقات في المملكة أن يبدؤوا تنفيذ نصر المدونة بتنظيم مهرجان سينمائي تسهر عليه منظمة دولية هي "لازر أنترناشيونال" بتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير.. المهرجان الذي وصفه غلاب ب"الحدث الكبير الذي يعد امتدادا للملتقى الدولي الوزاري للسلامة الطرقية". وكانت أكبر الغائبات عن الحفل الافتتاحي للمهرجان هي عمدة مدينة مراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، والتي تفادى الوزير ذكر اسمها في كلمته الافتتاحية، عندما كان يرحب بالضيوف والمدعوين، فيما كان أكبر الغائبين أيضا هم رجال ونساء النقابات، الذين وقفوا في وجه المدونة خلال الإضراب الشهير لأصحاب الطاكسيات وشاحنات النقل الكبيرة، إلا أن رجال الأمن في مراكش كانوا مستعدين لاستقبال أية حركة احتجاجية قد تخرج وقت الافتتاح، وأحاطوا بسياراتهم البوليسية أرجاء الفندق الفخم "بالموري غولف بالاص"، لكن الأمور مرت على ما يرام، وانطلق الاحتفال بكلمة الوزير. "لاشك أنك قد انتصرت يا معالي الوزير على النقابات؟"، على هذا السؤال رد الوزير كريم غلاب في تصريحاته ل"أخبار اليوم": "الانتصار هو انتصار لكل المغاربة وضد عدو واحد هو حوادث السير والموت في الطرقات، بالنسبة إلي هذا هو الانتصار الحقيقي"، واستطرد وزير النقل في نفس التصريحات التي خص بها "أخبار اليوم": "اليوم هو تكريم للعديد من المناضلين الذين يشنون نضالا كبيرا ضد حوادث السير"، وأضاف: "لقد انتصرنا على التخلف وانتصرنا على حوادث السير الخطيرة التي ترهن اقتصاد بلادنا وتوازناتنا الاجتماعية، وهذا المهرجان السينمائي سيلعب دورا مهما في التحسيس والتوعية". في هذا الصدد، تشارك في الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم حول السلامة الطرقية، الذي يختتم عروضه اليوم، العديد من البلدان التي ستقدم دعائمها ومنتوجاتها التواصلية الخاصة بالوقاية من حوادث السير والسلامة الطرقية، ويترأس لجنة تحكيم هذا المهرجان السينمائي الإيطالي لوسيانا يوريو، رئيس مجموعة العمل الخاصة بالسلامة الطرقية بالمجلس الاقتصادي الأوربي للأمم المتحدة بجنيف، حيث سيسلم في نهاية المهرجان الجائزة الكبرى للمهرجان، وجائزة الجمهور لأحسن الأفلام التي تتناول قضايا السلامة الطرقية والوقاية من حوادث السير.