"كلنا راكبون في التايتانيك"، يقول عمر زيدي، منسق وطني مكلف بالشؤون السياسية بحزي اليسار الأخضر، مضيفا: "التايتانيك هو كوكبنا الأزرق الذي يعيش مخاطر تتطلب تجند الجميع لمواجهة الفوضى والتخريب الإيكولوجي الذي تتعرض له أرضنا وذلك بسبب نمط الاستهلاك وتحويل البشر إلى سلع". زيدي الذي كان يتحدث في ندوة حول: "البيئة والتنمية المستدامة"، أوضح أن الندوة التي تعتبر أول نشاط رسمي يقوم به اليسار الأخضر في انتظار المؤتمر الوطني، يريدون من خلالها تجسيد التقاء العلم بالسياسة، مضيفا: "الجميع مهدد. لم يبقى أمامنا سوى 10 سنوات لتغيير منحى التطور الذي يعيش فيه الإنسان. إن البيئة اليوم تعيش حالة من الخراب تتجسد في الخلل الحاصل في التنوع البيولوجي والانحباس الحراري. لقد ولى زمن الشعارات والانتظارات وأصبحت الأمور تستدعي العمل". ومن جهته، أكد محمد فارس، المنسق العام للحزب، على كون البيئة اليوم أصبحت أمرا واقعا تتداخل فيها عدة عوامل وأنها قضية الكل ومدخل رئيسي لكل مقاربة تنموية حقيقية. وتابع فارس قائلا: "هناك مآلان اثنان للمشاكل التي تعاني منها البيئة، إما كارثة عظمى أو ثورة ستغير في أساليب الحياة لإنقاذ البيئة، لذلك علينا أن نعيد النظر في تعاملنا مع البيئة وعلينا أن نغير تعاملنا معها اليوم حتى نقطع مع الماضي الأناني". أليما تيري بومدين، عضو حزب الخضر الفرنسي، أشارت في كلمتها بالندوة إلى الأهمية الكبيرة التي يكتسيها الإستقلال الطاقي، قائلة إن المغرب إن أراد أن يمضي قدما في الإصلاحات التي يقوم بها حاليا عليه طرح موضوع الطاقة البديلة المتجددة مثل الطاقة الشمسية بما أن المغرب بلد يتمتع بأشعة الشمس على طول السنة. وأضافت البرلمانية الفرنسية أنه يجب أيضا مكافحة تطوير الطاقة النووية المدنية والتي كانت محور الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمغرب، لكون المفاعلات النووية التي تشكل خطر على المواطنين والبيئة. أما بخصوص التلوث، فإن الحزب سيكون من واجبه تحسيس المواطنين بمدى خطورة التلوث وأثاره الصحية عليهم وآثاره المدمرة على البيئة، تتابع بومدين التي أكدت في الوقت ذاته على ضرورة تعاون دولي في المجال البيئي لكون البيئة مسألة دولية لا تعترف بالحدود والدول الحكومات. أما البرلمانية الكتالونية، مارتا لويس لوبيز، فأوضحت أن إسبانيا تعاني من مشكل كبير لكونها غير مستقلة طاقيا ومرتبطة بفرنسا بشكل شبه كامل، مضيفة أن هناك جدل في إسبانيا حول المفاعلات النووية بين مؤيد لهذا النوع من الطاقة التي ستضمن الاستقلال الطاقي الإسباني وبين المعارض لها باعتبار أضرارها البيئية الكبيرة. حزب اليسار الأخضر الذي رأى النور في شهر يوليوز 2008، يهدف حسب قانونه الأساسي إلى المساهمة في نصرة قضايا البيئة في العالم وقضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وتطوير علاقات التعاون والتضامن في إطار الإحترام المتبادل مع هيئات وحركات الخضر في العالم ومع القوى الديموقراطية والإشتراكية والحداثية التي تعمل من أجل تقدم وازدهار الانسانية.