تتقاضى 3.5 ملايين سنتيم على كل كيلوغرام تسمح بمروره تأكد ارتباط تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي بتجارة المخدرات وخاصة الكوكايين، وذلك من خلال حمايتها لقوافله التي تمر عبر المغرب في اتجاه إسبانيا وباقي الدول الأوربية. ووجهت السلطات القضائية لولاية نيويوك والإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات، بشكل رسمي الجمعة الماضية، تهمة الاتجار في المخدرات لصالح الإرهاب إلى ثلاثة أفارقة، سبق لهم أن كشفوا لأحد المخبرين السريين الأمريكيين ضلوعهم مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في تجارة المخدرات. وجاء في محضر الاتهام أن عمر عيسى وهارون توري وإدريس عبد الرحمان اعتقلوا الأربعاء الماضي في غانا وتم نقلهم صباح الجمعة إلى نيويورك. وتقول السلطات الأمريكية، حسب ما ذكرت صحيفتا "لوس أنجلس تايمز" و"نيويورك تايمز"، إن هؤلاء الثلاثة ليسوا أعضاء في القاعدة ولكنهم يتعاملون معها لتسهيل نقل الكوكايين القادم من كولومبيا بالذات. وقالت السلطات الأمريكية إن المخبر الأمريكي قدم نفسه ل"عمر عيسي" بغانا في شتنبر الماضي على أنه متطرف لبناني مناهض للغرب ويعمل لصالح منظمة "القوات المسلحة الثورية لكولومبيا" (فارك) ذات التوجه اليساري، والتي تحارب السلطات الكولومبية منذ ما يزيد عن 45 سنة. وانخرط الرجلان في نقاش حول صفقة لنقل الكوكايين من غانا إلى إسبانيا عبر شمال إفريقيا، بحماية من تنظيم القاعدة، مقابل 4200 دولار(حوالي 3.5 ملايين سنتيم) للكيلوغرام الواحد. وفي شهر أكتوبر نجح المخبر في لقاء المتهم الثاني هارون توري الذي تقول السلطات الأمريكية إنه يتزعم شبكة إجرامية لها ارتباطات وثيقة بالقاعدة في المنطقة. وحسب محضر الاتهام دائما، قال توري إن شبكته تستخدم سيارات من طراز "لاندروفر" لنقل الشحنات عبر الصحراء إلى المغرب، وتحدث عن "طريقين مختلفين: يمر الأول عبر الجزائر وليبيا فيما يمر الثاني عبر الجزائر والمغرب". وكشف توري، خلال لقاءاته مع المخبر الأمريكي، أن التعاون مع القاعدة بدأ "بنقل طن أو طنين من الحشيش المغربي إلى تونس ثم تطور الأمر إلى التعاون في تجارة البشر نحو إسبانيا". ويقول عبد المجيد بلغزال، الباحث المتخصص في شؤون الصحراء، إن منطقتي شمال إفريقيا وغربها تحولت منذ سنوات إلى طريق أساسي لنقل الكوكايين القادم من أمريكا الجنوبية نحو أوربا، خاصة بعد أن قامت الولاياتالمتحدة بالتضييق على نقل هذا المخدر عبر أمريكا الوسطى صوب الأراضي الأمريكية. وأضاف، في تصريح ل"أخبار اليوم"، أن هذا النشاط تشرف عليه شبكات منظمة جدا تضم مغاربة وموريتانيين وجزائريين وغيره، مبرزا أن تطوره تزامن مع ازدياد نشاط القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في المنطقة، مما خلق علاقات بين الجانبين، بل إن هذا التنظيم الإرهابي شكل "أذرعا تجارية" تشتغل في تهريب المخدرات والبشر وغيرها. وقالت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" إن ارتباط القاعدة بتجارة المخدرات في شمال إفريقيا ليس جديدا، وإن كانت هذه أول مرة يتم فيها الربط بينهما بشكل رسمي. وتضيف أن محققين غربيين خلصوا إلى أن العملية الإرهابية التي ضربت مدريد في مارس 2004 تم تمويلها من تجارة الحشيش وحبوب الهلوسة.