خلصت الدراسات التي قامت بها منظمة ترانسبارنسي الدولية، في إطار برنامج "مرصد إفريقيا للتربية"، إلى أن التبذير وهدر الموارد المالية وسيادة الرشوة في القطاع التربوي تعيق الاشتغال الجيد للتعليم الابتدائي. وأضاف التقرير، الذي قدمت نتائجه أمينة الدباغ عن كلية علوم التربية، أن قطاع التربية والتكوين عرف تدنيا في نتائجه وجودته، كما تشهد على ذلك نتائج التحصيل الرئيسية للمتمدرسين، حيث أورد عز الدين أقصبي في هذا الصدد، استنادا إلى إحصائيات للمجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008، أنه من بين 100 تلميذ مسجل في التعليم الابتدائي، 13 فقط يستطيعون الحصول على شهادة البكالوريا. وأردف أقصبي قائلا إن نتائج التحصيل للمتمدرسين، حسب تقرير المجلس الأعلى للتعليم، تشير إلى تدني مستوى إتقان التلاميذ للغتين العربية والفرنسية. وخلص التقرير أيضا إلى أن المدارس العمومية المغربية تعاني من صعوبات بيداغوجية ونقص هائل في البنيات التحتية، يرافقه خلل في تدبير مواردها البشرية والمالية، وفي هذا الصدد أكد عز الدين أقصبي أن اللامركزية تؤثر على مردودية المؤسسات التعليمية. أما بخصوص المشاكل الرئيسية التي أشار إليها المستجوبون، والتي رصدها التقرير، فقد تمحورت حول كلفة المدرسة بالنسبة إلى الآباء، وغياب المرافق الصحية، إلى جانب تدهور البنيات التحتية والنقص في التجهيزات المدرسية. ووجهت الاستمارة الخاصة بالأسر إلى ألف و40 أسرة، أي بمعدل 17 عائلة لكل مدرسة. وكشف البحث، الذي هم 60 مؤسسة ابتدائية تنتمي إلى أكاديميتين جهويتين، وهما أكاديمية الدارالبيضاء الكبرى ومكناس تافيلالت، أن المغاربة الذين استطلعت آراؤهم أجمعوا على أن الرشوة تعتبر بمثابة مشكل جدي في البلد. وفي المقابل، أشار التقرير إلى وجود حالات للتصريح بالارتشاء (29 حالة)، وتبذير المال العام (13 حالة)، وذلك في المدارس التي تشتغل في ظروف هشة.