هل تتحول المغربيات إلى متخصصات في مشاهد الإثارة في السينما المصرية؟ عاد النقاش من جديد حول طبيعة الاستعانة بالممثلات المغربيات والعربيات بشكل عام، من أجل أداء أدوار "ساخنة" في الأفلام المصرية، حيث رأى العديد من المتتبعين أن تقلص الممثلات المصريات المستعدات لأداء أدوار الإغراء دفع المخرجين المصريين إلى الاستعانة بممثلات من دول أخرى، من بينها المغرب وتونس ولبنان، وقد عاد السؤال ليطرح نفسه بقوة بسبب الجدل الدائر حول الدور الذي أدته الممثلة المغربية سناء عكرود في فيلم "احكي يا شهرزاد"، ليعيد إلى الأذهان نقاشا مشابها كان قد أثير إبان اختيار الممثلة سناء موزيان للقيام بدور في فيلم "الباحثات عن الحرية"، الذي أخرجته إيناس الدغيدي، والتي كانت قد اعترفت بأنها استعانت بممثلات من لبنان والمغرب بسبب صعوبة العثور على ممثلات مصريات يؤدين مشاهد الإثارة. نفس الأمر سجل في أفلام أخرى لنفس المخرجة التي استعانت بالتونسية هند صبري، في الوقت الذي قام فيه مخرجون مصريون آخرون بالاستعانة بكثرة بالممثلات اللبنانيات. كما أن الحضور النسوي المغربي في الفن العربي أثار في رمضان الماضي أسئلة عديدة من خلال مسلسل "هوامير الصحراء"، الذي قامت ببطولته الممثلة المغربية ميساء مغربي، والذي أعطى صورة سيئة جدا للنساء المغربيات، من خلال تقديمهن في صورة مومسات همهن الوحيد اصطياد الخليجيين. نفس هذه الصورة نجدها في أفلام مصرية تفضل التخفيف من الانتقادات عن طريق منح الأدوار المثيرة لممثلات من المغرب العربي. وقد هاجمت الممثلة المغربية سناء عكرود الطريقة التي تعاملت بها الصحافة المغربية مع هذا الموضوع ومع فيلمها الأخير "احكي يا شهرزاد"، والذي أخرجه المصري يسري نصر الله، وعرض على هامش المسابقة الرسمية للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، واستغربت الممثلة المغربية، في اتصال هاتفي مع جريدة "أخبار اليوم"، سبب عودة الصحافة إلى الحديث عما أسمته "مشاهد ساخنة" في الفيلم رغم مرور حوالي سنة على بدء عرضه. أما ما قيل عن تهربها من حضور عرض الفيلم في مراكش، خوفا من رد فعل الصحافة والجمهور، فنفته كليا مؤكدة أن سبب غيابها يعود بالدرجة الأولى إلى انشغالها بالحضور في ورشة للكتابة في فرنسا، في إطار الإعداد لسيناريو أول فيلم تلفزيوني تقوم بكتابته لصالح القناة الثانية. وأضافت عكرود أنها مقتنعة جدا بالدور الذي قدمته والفيلم الذي شاركت فيه، واستغربت كيف تقوم بعض الجهات بمهاجمة الفيلم بالرغم من أنها لم تشاهده، وأضافت أنها لا تخجل من مواجهة الجمهور إذا كانت لم تشعر بالخجل من عائلتها والمقربين منها الذين شاهدوا الفيلم وشجعوها. واتهمت سناء عكرود بعض الصحافيين بالترويج ل"التفاهة" عن طريق نشر مواضيع ليست لها علاقة بلب الموضوع، حيث إنه لا أحد تحدث عن موضوعه أو طريقة أداء الممثلين، وأضافت أن العديد من الصحافيين لا يرون أبعد من أنوفهم. أما عن كيفية وصولها لأداء دورها في الفيلم، فقالت عكرود إن الاتصال الأولي كان مع المنتج الذي اقترح اسمها على يسري نصر الله الذي فتح معها حوارا أوليا قبل أن يختارها للمشاركة في الفيلم، ونفت أن يكون اختيارها له علاقة بالمشاهد التي وصفت بالساخنة في الفيلم، خاصة أن بعض الأصوات صرحت بأن هذه الأدوار أصبحت مخصصة للممثلات غير المصريات، وأكدت أن الأمر ليس له علاقة بالجنس بل بالكفاءة المهنية، وأضافت أنها لم تؤد الدور بحثا عن الشهرة، كما أنها لا تفكر في الانتقال للعيش في القاهرة، حيث إنها متشبثة بالبقاء في المغرب. من جهته، كان المخرج المصري يسري نصر الله قد دافع عن مشاركة سناء عكرود في فيلم "احكي يا شهرزاد" ، حيث اعتبر أن الفيلم هو إعلان عن ميلاد ممثلة قديرة قادرة على منافسة المصريات، كما رفض قطعيا اعتبار ما قدمته في الفيلم نوعا من الإثارة. وكانت مشاركة سناء عكرود في الفيلم المصري قد خلفت استياء كبيرا، خاصة على شبكة الإنترنت، التي هاجمت الممثلة المغربية التي سبق أن حققت تعاطفا كبيرا معها من قبل الجمهور، من خلال الأعمال الفنية التلفزيونية التي قدمتها.