تدخلت كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في قضية أميناتو حيدر، عبر إجرائها اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، وهو التدخل الذي لم يكن متوقعا، بحكم أن الإسبان تجنبوا في البداية إقحام الولاياتالمتحدة مثلما حصل في أزمة جزيرة ليلى، ويأتي ذلك في الوقت الذي طرأت فيه تغييرات على أجندة وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي سيسافر، خلال الأيام القليلة المقبلة، إلى واشنطن من أجل اللقاء بكلينتون التي سبق أن تحدث معها في الموضوع، ويتوقع أن يصادف وزير الخارجية أيضا. وتحولت قضية أميناتو حيدر إلى قضية صراع سياسي داخلي في إسبانيا خلال اليومين الماضيين، خصوصا بعد رفض رئاسة الحكومة الإسبانية للوساطة التي وافق عليها العاهل الإسباني خوان كارلوس، وعبرت رئاسة الحكومة عن رفضها على لسان نائب رئيس الحكومة مانويل تشافيث الذي أكد أنه لم يسمح للملك بالوساطة حفاظا على الدور الذي يقوم به ثباتيرو في الداخل والخارج، مذكرا بأنه لا يجب إغفال أن أميناتو حيدر مواطنة كانت تتوفر على جنسية وجواز سفر مغربيين، والسلطات المغربية أخلت مسؤولياتها عنها. وجاء قبول الملك خوان كارلوس القيام بمساع لدى الملك محمد السادس، بعد رسالة وجهها إليه المنسق الفيدرالي لحزب اليسار الموحد، كايو لارا، يطالبه فيها بالتدخل، إلى جانب رسالة أخرى بعثها عدة فنانين وممثلين إسبان مشهورين، على رأسهم المخرج السينمائي بيدرو ألمودوبر. وكان التصريح الذي أدلت به الخارجية الفرنسية، والمساند للمغرب، مزعجا بالنسبة إلى المسؤولين الإسبان الذين أبانوا عن عجز ذريع في تطويق التوتر الدبلوماسي الذي يتجه صوب أزمة أخرى. وهذه أول مرة تمنع فيها الحكومة الاشتراكية العاهل الإسباني من القيام بوساطة وافق عليها، بحكم أن علاقاته بها كانت جيدة عكس علاقته بالحكومة اليمينية بقيادة خوسي ماريا أثنار التي همشته طيلة ثماني سنوات. ويتوقع أن يكون قد التقى أمس وزير الخارجية المغربية بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال وجوده بنيويورك، من أجل أن يقترح عليه بعض المقترحات الرامية إلى إيجاد مخرج لهذه القضية، وهي المقترحات التي سبق للأمين العام الأممي أن طرحها على وزير الخارجية الإسباني من أجل النظر فيها قبل بحثها مع المسؤول المغربي. وفي اتصاله بموراتينوس، حث الأمين العام على الإسراع بإيجاد حل لهذه القضية. والتقت إلينيا بالنسيانو، المسؤولة عن العلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي الإسباني، عبد الواحد الراضي، الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، رفقة عضوي المكتب السياسي محمد عبد القادر ونجيب خدي. وقال بيان للحزب الاشتراكي الإسباني، توصلت "أخبار اليوم" بنسخة منه، إن المسؤولة الإسبانية عبرت عن اختلافها مع المغرب بخصوص تدبير هذه القضية، وطالبتهم بمزيد من "الليونة"، فيما أعاد الراضي تأكيد أن البلدين هما ضحية مؤامرة. ومن جانب آخر، تحولت قضية أميناتو حيدر إلى حديث الشارع في حي "لابابييس"، الذي يعد أكبر تجمع للمهاجرين المغاربة، وعبر بعضهم في عفوية عن استعداده لمواجهة نشطاء البوليساريو على الأرض، مما حذا بجهاز الأمن التابع للحكومة الإقليمية إلى تشديد المراقبة الأمنية في هذا الحي عبر الخيالة ونشر فرق أمنية، علما بأن "لابابييس" يضم مقر مكتب جبهة البوليساريو بمدريد.