عن مشاركتم في المؤتمر الدولي حول الوسطية والاصلاح ماهي دوافع تنظيم الملتقى و بصيغة أخرى ماهي الأسئلة المحورية التي أجاب عنها الملتقى؟ المؤتمر الدولي حول"الوسطية والإصلاح" الذي نظمه المنتدى المغربي للوسطية بتنسيق مع جامعة محمد الأول،كلية الاداب والعلوم الإنسانية بوجدة.وشارك فيه مثقفون وأساتذة وباحثون من المغرب ومصر والأردن وفلسطين والسودان وموريتانيا.يومي الجمعة والسبت 30و31مارس2012 جاء لتعزيز البعد الفكري المتعمق في المشروع الإسلامي المعاصر،ونشر الفكر النقدي،وإشاعة النموذج الوسطي كطريقة في التفكير تقوم على التعدد في الفهم واحترام الاختلاف،والبعد عن الغلو والتطرف واحتكار الحقيقة العلمية بعناوين دينية متشنجة وساذجة ،كما جاء المؤتمر للتفاعل مع مستجدات الربيع الديموقراطي بما يحقق ربيع الفكر والتجديد والاجتهاد والخروج من الشعارات الدينية المستهلكة إلى الأفكار والمشاريع البانية والنافعة بالنسبة لمداخلتكم أستاذي الكريم :هل يمكن التغلب على الالتباس في مفهوم الوسطية في الفكر الإسلامي المعاصر وما هي آليات تحقيق ذلك ؟ أكدت في المداخلة على أن العالم نعيش فيه وندركه بالمفاهيم كما قال هيجل.لذا فأي التباس في المفهوم ينتج عنه التباس في الرؤية والممارسة.وهذا ما حصل لمفهوم الوسطية باعتباره مفهوما قرآنيا مركزيا في نظام المعرفة والمفاهيم في الإسلام.فقد اختطفته بعض الحساسيات الفكرية في تاريخنا القديم والحديث لتحول إلى أداة سجالية في الصراع العقدي والفقهي والكلامي والحركي والسياسي.فانزلق المفهوم من مجال المعرفة والمنهج إلى حلبة الأيديولوجيا والصراع على المصالح والسلطة.وتم تعويمه داخل فضاء غير علمي وغير منهجي وأصبح يعبر عن البرغماتية والجمع بين المتناقضات والتكيف مع مقتضيات الصراع السياسي ففقد قوته التشغيلية والتوجيهية.وجاءت مداخلتي لتشير إلى الإشكال وتقترح تجاوزه من خلال تخليصه من الاستعمالات الشعبوية والتأسيس لابستولوجيا جديدة تقوم على التركيب بما شرحه المفكر الفرنسي إدغار موران في كتابيه"الفكر المركب"و"العلم الواعي"،ومشروعه حول"المنهج".والتركيب بشكل مركز هو ضد منظومة التبسيط والاختزال،ويفهم الظاهرة الإنسانية في تحولها الذاتي ولا يسعى فقط للتكيف معها.كما يساعد على تقديم قراءة جديدة لمفاهيم القران الكريم ومن ضمنها الوسطية إذن تعتبرون مفهوم" الوسطية" زاغ عن معناه الحقيقي واستغله البعض لتمرير خطابات وممارسات معينة في فترات مختلفة ،إذن كيف يمكن رد الاعتبار لمفهوم الوسطية وتبسيطه للإنسان العادي ليصبح ممارسة،وبالتالي إخراجه من منطوق النص إلى مستوى الفهم والإدراك العادي؟ يتم نشر الوسطية بالاجتهاد والنقد وايصال المعرفة المحفزة لعقول الناس في المساجد والمنتديات والمدارس ،وتشجيعهم على الإبداع والنفور من التقليد واستقالة العقول ،ورفض أساليب التهريج الديني القائمة على تشجيع الأساطير وتنمية العقلية الخرافية التي تحتقر الإنسان والتمكين للدين الأفيون.الوسطية تكريم للإنسان وإنقاذ له من اختطاف المتطرفين ومرضى الهوس الديني،الوسطية طريقة ايجابية في التفكير والتنمية الذاتية انطلاقا من الدين الإسلامي وقيمه المثلى ونموذجه المعرفي الذي يلتحم في مقاصده الكلية مع انتظارات الإنسان وما ينفعه. * الدكتور محمد همام باحث في الفكر الإسلامي من مدينة ايت ملول سبق له أن شارك في العديد من المؤتمرات واللقاءات الفكرية داخل وخارج أرض الوطن