حوالي الساعة السابعة من مساء يومه السبت 21 يناير 2012، قامت المصالح الأمنية والعلمية المختصة باستخراج جثة رجل عجوز متفسخة، ملفوفة في كيس بلاستيكي، من منزله الكائن ببلوك 5 رقم 13 بحي الفتح بأيت ملول. وترجح القديرات الأولية أن تكون الوفاة ناجمة عن اختناق برائحة مجمر، وأن الهالك قد توفي قبل 15 يوما على الأقل. وقد علم موقع أيت ملول.كوم، من استقراء شهادات الجيران وشهود العيان والسلطات المختصة، أن الشكوك بدأت تراود جيران السيد (العربي. ر)، المتقاعد البالغ من العمر 72 سنة، بعد أن لوحظ غيابه منذ أزيد من 20 يوما، دون أن يقوم بإغلاق نوافذ منزله المؤلف من ثلاثة طوابق، كما يفعل عادة في حالة السفر. كما أن الهالك معروف بانطوائه وعزلته عن عائلته وأبنائه ورفضه استقبال أي ضيوف بمنزله، وازدادت الشكوك بعد أن بادر أحد جيرانه إلى إبلاغ مقدم الحي (التهامي) بشكوكه، وكان له الفضل الكبير في القيام بتحريات مباشرة مع سكان بلوك 5 والاتصال بأهل الفقيد الذين حضروا ولم يتلقوا ردا على طرقهم الباب عدة مرات، بل أكد أحد أفراد أسرته أنه سمع صوت مفاتيح تسقط من خلف الباب، مما يرجح أنه مغلق من الداخل. كل هذا دفع المقدم إلى ترجيح فرضية الوفاة، والاتصال تحت إشراف قائد المقاطعة الحضرية الأولى، بسلطات الأمن التي تأكدت من عدم خروج المعني خارج البلاد على عادته في السفر إلى فرنسا مقر عمله السابق. وتقريبا بعد صلاة العصر، وبعد أن اقتحم رجال الأمن دار الهالك من سطح بناية مجاورة، وبحضور أفراد الوقاية المدنية ومصالح الشرطة العلمية والتقنية والسلطة المحلية، تأكدت الشكوك، وعثر على العجوز في حالة متقدمة من التحلل، في فراشه بغرفته بالطابق الثالث، وبجواره مجمر الفاخر. ورائحة جثته لا تطاق، ولولا برودة الجو، كما صرح لنا مصدر مباشر، لكانت درجة التحلل أكبر ولبلغت رائحة الجثة مسافات أبعد. جيران الضحية أكدوا للموقع أن الهالك معروف بطيبة القلب وخفة الظل، وكان يداوم على الجلوس وتجاذب الحديث مع الشباب خاصة، وفي الوقت نفسه منعزل عن عائلته، وكان يشكو من ضعف صحي قبل أيام من اختفائه عن الأنظار. وقد اضطرت المصالح الأمنية إلى رش غرفة الهالك ومنزله بمواد كيميائية لإزالة الرائحة ومنعا من انتشارها خارجا، كما لوحظ رجالها وهم يرتدون أقنعة واقية، وتبين من تصريحات بعض الذين حضروا العملية أن الدود كان ينخر الجثة في منظر لا يسر أحدا. وللعلم، فإن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في الحي، إذ سبق لموقع أيت ملول.كوم أن نشر خبار عن حادث مماثل السنة الماضية، وهو ما جعل أحد الحاضرين أثناء إخراج الجثة من المنزل وإيداعها في سيارة الإسعاف إلى اقتراح المبادرة بجمع معلومات عن جميع الأشخاص، وخاصة المسنين منهم، الذين يقطنون وحديدين بالحي المعروف بأنه يضم أعددا كبيرة من المتقاعدين من العمل خارج أرض الوطن.