استفاق تلميذ من أيت ملول فجر يوم الاثنين الماضي ليجد نفسه وحيدا في حي للفيلات، قريبا من غابة الهرهورة المحاذية لمدينة الرباط، وكان آخر ما يتذكره أنه كان إلى حدود يوم السبت بأيت ملول. تساؤلات كثيرة مرت بذهنه وهو في أشد حالات العياء يحاول تلمس طريقه نحو الطريق، محاولا الحصول على توصيلة بالأتوستوب، إلى أن توقف أحد المحسنين، وقدم له العون بعد أن تعاطف مع مأساته، وقدم له ما يكفي لركوب حافلة إلى أكادير. وحسب تصريحات والده "عبد الله شكير" (أستاذ بالتعليم الابتدائي)، فإن ابنه "ياسين" (16 سنة)، التلميذ بالأولى باكالوريا علوم، كان في الطريق إلى ثانوية المعرفة، على الساعة التاسعة والنصف صباحا، حين استوقفه سائق سيارة من نوع تويوتا لاندكروزر، سوداء بزجاج معتم، للسؤال عن موقع بلدية أيت ملول، ثم استجاب لطلبه بركوب السيارة إلى جانبه لإرشاده إلى العنوان. ولم يشعر بعدها إلا بيد تمتد من خلفه وتدهن أسفل أنفه بكريمة بها رائحة كحول مخدرة، غاب إثرها عن الوعي، ولم يستفق إلا في الثامنة من صباح اليوم الموالي (الأحد 8 يناير) ملقى في العراء على مقربة من حي الفيلات بالهرهورة. وقد تمكن من الوصول إلى أكادير، وهو في حالة يرثى لها، مصدوما، ولم يتذكر رقم هاتف والده إلا بصعوبة، وحسب الكشف الطبي الأولي الذي أجري له بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بإنزكان، ثم بمستشفى محمد الخامس (العسكري) بالدشيرة، وتحت اشراف مدير المستشفى شخصيا، وبعناية من مجموعة من الأطباء الأخصائيين والنفسيين، تبين وجود ثقب بالجانب الأيمن أسفل بطنه، أحدث بواسطة آلة طبية، إضافة إلى انتفاخ في أصابع يديه يعتقد أنه نتيجة وخز بإبر، كما أنه ما يزال يحس بألم في البطن، ويتوقع أن تقوم اللجنة الطبية المشرفة على حالته الجسمية والنفسية بمزيد من التحاليل العامة. وللإشارة فقد قام والد الضحية بتسجيل محضر لدى مفوضية الأمن حول حادثة اختطاف الابن يوم الإثنين، وترجح مصادرنا فرضية قيام عصابة متخصصة بالمتاجرة بالأعضاء البشرية، وأن الضحية ألقي به في الطريق العام بعد أن اكتشف المختطفون، ربما، عدم مطابقته للمواصفات المطلوبة. ولا شك أن للمختطفين علاقة بمصحة أو مختبر للتحاليل قدم لهم يد العون للقيام بهذا العمل الذي لم يكن يخطر ببال أحد أنه يمكن أن يحدث بالمغرب. ورغم أن الضحية ياسين شكير ما زال في حالة صدمة نفسية، فقد تمكن من تقديم أوصاف دقيقة للسيارة وسائقها، وهو شاب في نهاية الثلاثينيات من عمره، بلحية خفيفة (كوديمة)، ويتحدث الدارجة المغربية بلكنة شمالية. وقد بدا والده عند لقائنا به سعيدا بنجاة ابنه، خاصة بعد التأكد من عدم سرقة أي عضو من أعضاء ابنه الحيوية.