«إنهم أناس يمتلكون القدرة على تنفيذ عمليات إرهابية غاية في الوحشية» هكذا وصف وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنونديز دياز إسبانيين من أصول مغربية تم اعتقالهما أول أمس الأربعاء بمليلية المحتلة، وذلك بتهمة «الانتماء إلى خلية إرهابية». الأمر يتعلق بكل من رشيد عبد الله ونبيل الشايب على وصف بلاغ لوزارة الداخلية الإسبانية، جاء فيه بأن المتهمين البالغين من العمر 25 و30 سنة كانا مكلفين ب «تجنيد الشباب» وبتسيير مجموعة «ذات امتدادات دولية تقوم بمهام التجنيد والتدريب في معسكرات خاصة بعدد من مناطق النزاع المسلحة عبر العالم». عملية يبدو أنها جاءت ثمرة لتعاون أمني مغربي إسباني دام لأكثر من أربع سنوات، فالرجلان ليسا بالغريبين عند الأجهزة الأمنية في البلدين والتي كانت تمتلك معلومات تؤكد تورطهما في عملية القتل التي تعرض لها اثنان من زملائهما في نفس الخلية الإرهابية وذلك بعد محاولة الضحيتين «قطع علاقاتهما مع الأيديولوجية الدينية المتشددة المفروضة من قبل قيادة الخلية» يوضح بلاغ الداخلية الإسبانية. وقائع يعود تاريخها إلى 15 يوليوز من سنة 2008 عندما تم اكتشاف جثتين لشابين قرب مدينة الناظور، سيتبين فيما بعد أنه تم تعذيبهما ثم قتلهما تنفييذا لعقوبة أصدرتها في حقهما المجموعة. المتهمان اللذان كانت السلطات المغربية قد أصدرت بشأنهما مذكرة اعتقال دولية يشرفان، بحسب تقارير الأجهزة الأمنية في البلدين، على مجموعة «تتشكل في أغلبها من إسبانيين من أصول مغربية وتتخذ من مدينة مليلية والمدن المغربية المجاورة لها مجالا لنشاطها كما هو الشأن بالنسبة لمركز فرخانة القريب من مدينة الناظور» يضيف البلاغ. بالنسبة لوزير الداخلية الإسباني فيرنونديز دياز فإن المتهمين يتبنيان إيديولوجية متطرفة مماثلة لتلك التي كانت تؤطر عقيدة المجموعة المعتقلة بمدينة «لوغان» ضواحي العاصمة الإسبانية، وذلك بعد ثلاثة أسابيع على التفجيرات الإرهابية التي استهدفت العاصمة مدريد في ال 11 مارس من سنة 2004 مخلفة 191 قتيلا. عملية الاعتقال تأتي شهرا واحدا على بدء العمل بالمراكز الأمنية المشتركة بين السلطات الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية على المعابر الحدودية بين البلدين. المراكز التي تتوفر على تمثيليات لكل من الدرك الملكي والأمن الوطني المغربي والحرس المدني والشرطة الوطنية الإسبانيين، أنشئت بحسب وزيري داخليتي البلدين، بهدف تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الجريمة، وخاصة الجريمة العابرة للحدود التي تعتبر من الأولويات التي ما فتئ المجتمع الدولي يدعو إلى الانخراط في مكافحتها.