غليان وغضب عم صفوف عمال ميناء الدارالبيضاء بعد إصابة سائق حوامة بشلل بعد تعرضه لحادث، إثر تحطم ناقلة متنقلة للشحن يطلق عليها الحوامة، كان يقودها بالمحطة الشرقية للحاويات بعد اصطدامها بجدار إسمنتي، تقول مصادر من الميناء أن طريقة وضعه تمت بطريقة لم تراع شروط السلامة بالميناء، نفس الحادث كاد أن يتكرر أول أمس بالمحطة ذاتها مما جعل العمال يطالبون بإيفاد لجنة للتدقيق. لأول مرة في تاريخ ميناء الدارالبيضاء تسقط حوامة بهذا الحجم، ولأول مرة في تاريخ الميناء تتم تهيئة الرصيف بهذه الطريقة العشوائية، ولأول مرة في تاريخ الميناء تغيب اللجن المختصة بشروط الصحة والسلامة، بعد تجربة مكتب الشحن والإفراغ، كلها سوابق ساهمت في حصول الحادث الخطير الذي أنعش ذكريات عمال الميناء، وأجج غضبهم، ليحملوا مسؤولية ما حدث لإدارة شركة استغلال الموانئ مرسى المغرب. حادث سقوط الحوامة كان من الممكن أن يكون أكثر دموية لو صادف وجود مجموعة من العمال بالممر الذي سقطت به، قياسا لضخامتها ولقوة الاصطدام الذي يحدثه الجسم الضخم للحوامة بعد سقوطه من علو شاهق، وهو الوضع الذي يعتبره العمال إهمالا خطيرا. الحادث وقع في حدود الساعة السابعة من مساء السبت الماضي حين كان سائق الحوامة يحاول تحريكها داخل رصيف بالمحطة الشرقية، غير أن هامش المناورة كان ضيقا نظرا لوجوده بعلو يصل إلى 11 مترا، وكذا للحواجز الإسمنتية التي تم تثبيتها من طرف شركة خاصة تقول مصادر إدارة الميناء إنه عهد به إليها، في سياق تهيئة المحطة الشرقية، للحد من الحوادث المميتة التي يعرفها الميناء، والتي لا تنزل عن حادثتين مميتتين في كل سنة. وحسب مصادر عاينت الحادثة فقد اصطدمت العجلة الأولى بالحاجز الإسمنتي وانفجرت، وفي محاولة السائق استعادة توازن الحوامة، اصطدمت العجلة الثانية وتعرضت بدورها للانفجار، مما أدى إلى سقوط قوي أتى على مقصورة الحوامة ودمر أجزاء منها. الارتباك الذي خلفه الحادث كشف عن غياب شروط السلامة الصحية، وغياب المسؤولين عن مصلحة طب الشغل، مما جعل عملية إخراج السائق من داخل الحوامة تتم بطريقة تقليدية، في غياب حضور للمطافئ، خصوصا وأن الإصابة التي تعرض لها السائق كانت في فقرات العمود الفقري، حيث خضع لعملية جراحية أولى، ومن المنتظر أن تجرى له عمليتين جراحيتين في الأيام المقبلة.