الصراع على أشده بين الزوايا الصوفية بالمغرب.فبعد ملتقى سيدي شيكر الذي ينظم كل سنتين برعاية رسمية، الزاوية الريسونية بتازروت نواحي شفشاون تستعد بدورها لتنظيم أكبر تجمع للطرق الصوفية بالمغرب كيلة الأسبوع الأول من شهر يوليوز تزامنا مع موسم الولي عبد السلام بن مشيش بحضور شخصيات وازنة من بينها مستشارة الملك زليحة الناصري ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. لن يكون اللقاء ذا طابع روحي وديني فقط، بل سياسي أيضا. اللقاء سينظم، كما يقول المنظمون، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإقرار الدستور المغربي الجديد. بل إن موضوع اللقاء سيكون حول «تجديد البيعة الشرعية لأمير المومنين محمد السادس» والدعاء لما سمته «الدعوة إلى السلم الاجتماعي والمحبة والإخاء والتعاون على البر والتقوى والاعتدال والوسطية والمناصحة الراشدة ». الزواية ستنظم حفل تجديد البيعة يوم الأحد ثامن يوليوز تستهل بقراءة جماعية لأواخر «دلائل الخيرات» وقراءة وثيقة تسمى « تجديد العهد والوفاء للدوحة العلوية الشماء» بحضور كل شيوخ مقدمي وممثلي الزوايا الصوفية المغربية وممثلي أشراف الحجاز والمجتمع المدني في مدينتي سبتة و مليلية. جل الزوايا ستكون حاضرة في الملتقى وهي الدريسية( سبتة ) الإلغية، الأمغارية، المصلوحية، البدوية، الناصرية، البصيرية، الدرقاوية، البقالية، البنساسية، البنانية ، البودشيشية، البوعزاوية، البونية، التباعية، التليدية (شفشاون )، التيجانية، الجزولية، الحبيبية، الدرقاوية، الحراقية، الحسينية، الحضرية، الحمدوشية، الحنصالية، الخرشافية، العجيبية، الخمسية الدرقاوية، الخمليشية، الناصرية، الدرفوفية، الدرقاوية، الرحالية، الروسية، الريسونية، السملالية، الشرقاوية. لن يكون اللقاء كما كان معهودا من قبل، بل حرص المنظمون على اقتباس طقس البيعة السنوي. شخصيات وازنة وجهت إليها استدعاءات للحضور يوم الحفل الكبير، من قبيل مستشارة الملك زليخة الناصري وحمد الكتاني – مكلف بمهمة في الديوان الملكي. الحكومة أيضا ستكون ممثلة برئيسها عبد الإله بنكيران وأحمد التوفيق – وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى جانب محمد يسف – الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى وبهيجة سيمو مديرة مديرة الوثائق الملكية ومحافظ الخزنة الوطنية أحمد شوقي بنبين والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد العبادي وممثلين للأكاديمية المملكة في شخص كل من عباس الجراري وعبد الهادي التازي ومصطفى الزباخ. بعد ملتقى سيدي الشيكر للصوفيين، الذي ينعقد في صيغة وطنية في شهر رمضان كل عامين، وأيضا في صيغة عالمية، بهدف ربط الصلة بين المنتسبين إلى التصوف في المغرب وبالمتصوفين في مختلف بلدان العالم، سيحج الآلاف إلى جبل العلم الذي يقع في سلسلة جبال الريف بالشمال الغربي من المغرب، لحضور الموسم السنوي للطريقة العَلَمية وزيارة ضريح الولي عبد السلام بن مشيش العلمي الذي توفي سنة 626ه/ 1229م. الولي عُرف بورعه وتدينه وصلاحه، حتى بات أحد أبرز الأولياء الذين أقيم لهم ضريح يأتيه الآلاف من الزوار كل سنة، لكن في السنين الأخيرة اشتد التنافس بين الزوايا الصوفية بحثا عن الحضوة والمكانة السياسية بحسب المتتبعين.