بحضور أساتذة جامعيين وفعاليات ثقافية وتربوية وسياسية وجمعوية، عرفت سلا تنظيم ندوة وطنية في موضوع «الزوايا والأضرحة في المغرب: التعريف النشأة والتطور»، يوم الجمعة 30 أبريل 2010 . انطلقت ندوة « الزوايا والأضرحة في المغرب: التعريف النشأة والتطور» المنظمة بتعاون مع المجلس العلمي لمدينة سلا ومندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بتحديد الأستاذة الباحثة عائشة بلعربي - كرئيسة للجلسة - لأرضية الندوة الفكرية وكذا للمحاور الأساسية المزمع تسليط الأضواء عليها، خاصة: الزوايا والبعد التربوي وتلقين القيم بالمغرب، دور مؤسسات الزوايا في العصور السابقة، مقاربة الزوايا من خلال الحضور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، الفروقات المسجلة بين إسلام الزوايا وإسلام المساجد، إسلام المدن وإسلام البوادي، إسلام الأئمة وإسلام الشيوخ، إسلام النساء وإسلام الرجال. ومباشرة تناول الكلمة بندوة « الزوايا والأضرحة في المغرب: التعريف النشأة والتطور» أساتذة جامعيون، منهم خاصة مداخلة الأستاذ عز المغرب معنينو والأستاذ محمد بوطربوش والأستاذ محمد السعديين، حيث قدموا إضاءات جد هامة حول علاقة المغاربة بالزوايا والأضرحة ووضع ودور المرأة المغربية عامة، والسلاوية خاصة، في هذا الإطار تحدث في بداية اللقاء الأستاذ عز المغرب معنينو مركزا على محاور هي: الزوايا والتصوف، تصوف المغاربة بين المشرق والأندلس، العلاقة مع التبشير، شخصية عبد السلام مشيشي باعتباره مساهم في مغربة التصوف، نظرة البحوث الإستشراقية للموضوع، الدور الهام للرباط كعنصر في تجميع المريدين ( رباط سوس، رباط وادي سلا، رباط تامسنة..)، أهمية حركة الصلحاء، مجتمع الطريقة في عهد الموحدين، الطريقة الجزولية نموذجا، حضور الطريقة بالمدن، نشأة الزوايا كدار للكرامة في عهد المنصور الذهبي، زوايا النساك بسلا، زاوية أبي محمد السلاوي وزاوية الطالعة بسلا، تشجيع المرينيين للزوايا، زوايا الجنوب المغربي والأدوار الهامة التي لعبت خلال القرون السابقة، الاستعمار ونظرته للزوايا كعامل مناهض للحكم، الزاوية كنسق سياسي وديني، الحركة العياشية وزاوية سيدي عبد الله بن حسون، الزاوية الريسونية والزاوية الوزانية كامتداد لشرعية المخزن، مواقف المؤرخ أحمد الناصري في كتاباته، خاصة « تعظيم المنة في نصرة أهل السنة»، تماس السياسة والزوايا بالمغرب. وانتقلت المداخلة الثانية لمحمد بوطربوش، الأستاذ بجامعة ابن طفيل بكلية الآداب بالقنيطرة، لتسلط الأضواء على محاور: انحراف الزوايا بالقرن السادس الهجري، الزوايا والنفوذ الاقتصادي، الزوايا كامتداد لحكم المرينيين ، شهادة ابن حوقل، رباط أهل سلا والرباط، اشتهار سلا كبلدة للخلوة، قدوم الصلحاء من بعيد للتعبد بسلا، سيدي عبد الله بن حسون وكرامات شفاء المرض، ادعاءات وجود ضريح النبي يونس بن متا بسلا، ظروف ومرحلة بناء المسجد الأعظم، أماكن دفن الأولياء والأضرحة والزوايا بسلا، أحكام العلامة لسان الدين ابن الخطيب وسيدي ابن عاشر وابن عباد الروندي وابن قنفد وابن مرزوق، تجربة زاوية بن حسون الذي نصب سلطانا على منطقته، ضريح سيدي بن عباد، أبو موسى الدكالي ومكان فندق الزيت، انتشار الزوايا بالقرن 19، وصول عدد الزوايا إلى 17 بمدينة سلا وعدد الأضرحة إلى 100، نماذج من الزوايا المحلية: التهامية، الدرقاوية، مولاي ابراهيم، الحمدوشية، العيساوية، الصديقية، القاسمية، المباركية، المنصورية، الكتانية، ازدياد عدد مريدي الزوايا خلال شهر المولد النبوي، نساء سلا من الصالحات، أهمية الدور التربوي الذي مارسته التقيات، حكايات كرامات نساء سلا التقيات، أعلام وتجارب: للا عائشة البحرية، للا صباغة، للا ولادة، للا فاطمة بنت نعام، للا نماس، للا بوطول، للا الشهباء.. وتواصلت أشغال ندوة « الزوايا والأضرحة في المغرب: التعريف النشأة والتطور» بمداخلة الأستاذ محمد السعديين، الذي ركز على المحاور التالية: شح المراجع المتحدثة عن المرأة السلاوية، أهمية مصادر كل من أحمد معنينو وأبي بكر اشماعو، تعفف المؤرخين للحديث عن المرأة، كتاب « علامات نسائية في نبوغ المرأة السلاوية»، إجماع المصادر على تقوى المرأة السلاوية، استقراء وثيقة نكاح تاريخية للسيدة الفاضلة زهرة أحنوي تعود لسنة 1696، تجارب نساء صالحات: نساء بني عشرة، بناء للا فضية لمسجد، للا الشهباء، منانة بنت زياد الله، انتشار الزهد بسلا خلال القرن 12، مقولة بن قنفد « سلا حاضرة أولى للمريد من غيرها»، ميرة بنت مجاهد العياشي، عائشة بنت أحمد بن عاشر الحافي، عائشة بنت عبد الله بن حسون، تجربة تعليم النساء السلاويات: كنزة زلو وطامو ورحمة البحرية، تزوج شيوخ ومتصوفة من نساء سلاويات تقيات مثل زهرة المغارية السلاوية وآمنة الشلحة السلاوية والطاهرة بنت أحمد الخطاب ورقية بنت أحمد العواد، منانة حضرية، نساء تقيات من بوادي منطقة بني احسن، الزاوية الحجية والأتباع بآزمور، الزوايا وترسيخ محبة الرسول (ص)، مظاهر الإطعام والكرم في الزاوية بالمغرب، الحضور الاقتصادي للزواية ونشوب الصراعات مع السلطة المركزية.. باب المعلقة وموكب مرور السلطان إلى زاوية س ع بن حسون بسلا، دور الزاوية المباركية والمنصورية والدرقاوية بسلا، الإهمال العمراني الذي لحق بعض الزوايا حاليا بالمغرب، مقولات مأثورة: « لي بغا الدنيا عليه بالرباط ولي بغا الآخرة عليه بسلا..».