هل أقنع رئيس الحكومة المغاربة بالزيادة التي قال إنه يتحمل وحده مسؤولية إقرارها؟ سؤال يبقى الجواب عنه لعموم المشاهدين الذين تابعوا ابن كيران ذاك المساء وهو يقول لصحافيين حضرا معه في اللقاء التلفزي، حتى لا نقول استجوباه، «خليوني نهضر». شخصيا لم أخرج من البرنامج سوى بأماني وحسن نوايا رئيس الحكومة، وهي نوايا، حاشا لله، أن نشك فيها. وباستثناء أرقام تلاها ابن كيران من ورقة تتعلق بأسعار البنان والبطاطا والبصلة، دون أن يأتي على ذكر «خيزو» نكاية في الفقيه الزمزمي، فإن الرجل لم يعط أي تاريخ أو أجندة لما ستقوم به حكومته، بعد الزيادة، في القادم من الأيام. فرئيس الحكومة لا يتوفر على برنامج مضبوط في الزمن عن إصلاح صندوق المقاصة، وجعل الدعم يصل إلى «المحتاجين» فقط دون «المرفحين». كما أن رئيس الحكومة لا يتوفر على تاريخ مضبوط للانتخابات الجماعية، إن لم نقل بأنه لا يعرف متى ستجرى هذه الانتخابات. أما المناصفة وقوانين الجهوية فأشياء ستصل إليها الحكومة، لكن الله وحده يعلم متى... رئيس الحكومة، الذي ناوش حزبه يوم كان في المعارضة، السياسات الحكومية، بل وسبق للوزير بوليف أن قال في البرلمان ذات جلسة ناقشت صندوق المقاصة اللعين «الحكومة خاصها تكون قادرة على مجابهة الإكراهات... والحكومة تكون مفيدة للشعب ديالها منين تقد تسلك لمحاين وتعاون الشعب...». هذا الكلام لوزير الشؤون العامة والحكامة الحالي، جزء من الرد على رئيس الحكومة الحالي، بل وعلى بوليف نفسه، ما دام المشكل مرتبطا في كليته بالقطاع الذي يشرف عليه. أما أن نسمع كلاما من رئيس الحكومة يغلب عليه الطابع الإنشائي وانتظار المجهول وما تجود به السماء، ومللي يسر الله، دون اعتماد أي جدولة زمنية محددة سلفا، فهذا أمر له دلالته. ليس هناك اليوم عاقل يمكن أن يقول بأن الحكومة الحالية لا تواجه مشاكل كبيرة جدا خصوصا في الجانب الاقتصادي الذي ينذر بالكارثة لا قدر الله. لكن وبلغة بوليف، فإن الحكومة لن تكون حكومة إلا إذا كانت لها القدرة على مواجهة الأزمات بخطة مدروسة، وليس بالنوايا الحسنة وانتظار اكتشاف البترول. [Bookmark and Share]