بكلمات مبتورة ونبرة حزينة،لا تتوقف عن لطم وجهها الذي امتلأ ندوبا، تحكي الأخت الكبرى حبيبة المأساة، تضطر من حين لآخر إلى التوقف لتجفيف الدموع تارة بيديها وتارة أخرى بملابسها، وهي تناشد وزارة الخارجية المغربية للتدخل لاسترجاع أبناء شقيقتها خديجة، التي قتلت صحبة أختها ليلى البالغة من العمر 41 سنة والأم لثلاثة أطفال، التي سافرت قبل أيام إلى الأردن دعما لشقيقتها خديجة البالغة قيد حياتها 36سنة المطلقة من الأردني الجاني بعد أن طلبت منها ذلك شقيقتها، وقد قابلت الأخت محاميا ليترافع لصالحها، حيث كانت خديجة في نزاع مستمر مع زوجها على حضانة طفليها آية سبع سنوات، ومحمد أمين ثلاث سنوات ونصف، إذ تمسك كلاهما بالحضانة لتقرر المحكمة في اليوم نفسه الذي قتلت فيه الشقيقتين منح الحضانة للأم، حيث حاصر الجاني سيارة المحامي وبداخلها الشقيقتين من المحكمة وطاردهما لحوالي سبعة كيلومترات قبل أن يحاصر السيارة ويطلق الرصاص على ركابها ،لتلفظ خديجة وليلى أنفاسهما فيما وضع المحامي تحت العناية المركزة فيما لاذ الجاني بالفرار، ليتم اعتقاله من طرف السلطات الأردنية بعد مرور أيام على الحادث. وصول الجثمانين كان يوم أمس ووريا الثرى بمقبرة سيدي حرار بمدينة برشيد، ما إن اقترب جثماني الشقيقتين في سيارتي الإسعاف حتى تعالى الصراخ والنحيب واللطم، لم تستطع الأم تمالك نفسها وهي ترى ابنتيها في الصناديق المشمعة،لتتحكمها رغبة قوية في إلقاء الوداع الأخير، فمنعت من طرف الدرك الملكي ورجال السلطة الذين ظلوا يراقبون الموكب الجنائزي، الذي انطلق من منزل الأسرة صوب المقبرة التي تبعد عنه بثلاثة كيلومترات ،مشهد رهيب اهتزت له المشاعر وحرك الضمائر، نساء لم يتوقفن عن النحيب والبكاء، اخترقن الحقول في مسيرة على الأقدام، تتقدمهم الأم والشقيقات اللواتي حملن صور أبناء خديجة، (محمد أمين وآية)، اللذان مازال مصيرهما مجهولا بعد اعتقال الأب علاء عبد القادر الفلسطيني ذو الجنسة الأردنية وأفراد أسرته.