في خطوة غير منتظرة، خرجت الجمعيات المهنية للتجار وأصحاب المحلات بمحيط السوق المركزي « الجوطية» بالعاليا المحمدية أخيرا من دائرة الصمت والتردد وانتظار تحرك ملموس للسلطات المحلية للتجاوب مع شكاياتهم، حيث قام أصحابها صبيحة يوم أمس الخميس، بإغلاق محلاتهم ابتداء من الساعة الثامنة صباحا، مع تنظيم وقفة رمزية، للاحتجاج على حالة الكساد والركود، التي طالت تجارتهم منذ مايزيد عن سنة، ودفعت بعدد منهم إلى إغلاقها، وعرضها للبيع. جمعية الحرية والتضامن بدرب دوشمان، وهي من بين الجمعيات الممثلة للتجار الصغار، دعت وفي بلاغ لها، إلى تنظيم وقفة أمام العمالة، في نفس اليوم، وذلك للتعبير عن تذمر التجار واستيائهم الشديد من الوضع الحالي إلى المسؤولة الجديدة، بعدما نفذ صبر هذه الفئة، واستنفادها لجميع الطرق الممكنة، من اتصالات وحوارات مع عدة جهات، قصد تحرير الفضاءات العمومية من الاحتلال، والحد من ظهور أسواق عشوائية حقيقية على قارعة الطريق تزيد من تعقيد الوضع. الجمعية في دعوتها توقفت عند الحصار الذي يشكله الفراشة والذين ضربوا طوقا وحصارا ممنهجا يحول دون وصول الزبناء إليهم وجعل حياتهم اليومية تتحول إلى جحيم، لامن الناحية المادية، ولا المعنوية، خاصة بعد تسجيل سلسلة من الاعتداءات بنفس الفضاء في الآونة الأخيرة. في نفس السياق أكدت مصادر أن العاملة الجديدة على عمالة المحمدية فوزية امنصار قد أطلقت حملة واسعة لتحرير الملك العمومي، من الفراشة والعربات، منذ يوم أول أمس الأربعاء، وكانت البداية من شارع الحرية الذي بات منذ بدء تظاهرات 20 فبراير ممنوعا على وسائل النقل، بعد أن ملأت العربات، والفراشات جزء كبير منه، وحالت دون تيسر حركة المرور، ووصول الزبناء إلى المحلات التجارية. وقالت ذات المصادر أن أوامر صارمة، صدرت عن المسؤولة الأولى بالمدينة، لأعوان ومسؤولي السلطة المحلية، للتحرك، ومباشرة عملية إجلاء وتحرير الشوارع، على أن تستمر في باقي المناطق، تأكيد جاء أيضا على لسان باشا المدينة، والذي وعد التجار المحتجين بالحوار، والاستمرار في الحملة الحالية. ظاهرة العربات والفراشة، لم تعد حكرا على محيط الجوطية، بل امتد إلى العديد من الأحياء والمحاور، كحي الحرية بالقرب من المسجد، وبحي الحسنية... وكذا بمحيط أسواق تجارية بمنطقة القصبة، والتي باتت تمثل تحديا حقيقيا للسلطات، والمجلس الجماعي، في ايجاد حلول حقيقة لاحتواء الظاهرة وتفعيل الأسواق النموذجية بعدد من التجمعات السكانية بمدينة الزهور.