استثمر السيد بنكيران الجلسة التاريخية التي حضر فيها إلى قبة البرلمان ليرد على أسئلة ممثلي الأمة حول السياسة العامة لحكومته، ليكشف الحجاب عن عدو استثنائي يقاوم سياسة الحكومة الإصلاحية. السيد رئيس الحكومة المغربية يشكو «شي عفاريت» إلى السادة نواب الأمة! عفاريت ليست لهم سلطة، ولكن لهم نفوذ. نفوذ يجعلهم يقضون مضجع السيد بنكيران. السيد رئيس الحكومة لم يقف مكتوف اليدين، وقرر أن يرد على هجوم هذه العفاريت! واعترف، ضمنيا، بأنه يواجه عدوا غير مرئي، ليست له صورة تقيده وتشخصه، لأن العفاريت كائنات لا صورة لها وتملك القدرة على الظهور في أي صورة شاءت الظهور فيها. هنا أُم مشاكل السيد رئيس الحكومة، لأن الآدمي يعجز عن معرفة حقيقة الظاهر في تلك الصورة الخادعة. بالتالي، تصوروا محنة السيد بنكيران في هذه المواجهة غير المتكافئة مع عدو لا يظهر! يضرب في مقتل دون أن تراه الضحية! يستحيل عليها أن تضبطه في صورة قادرة على تقييده! عفاريت الإنس تفعل فعلها ولا تظهر ظهورا ماديا ملموسا. كل عفريت من عفاريت الإنس فاعل سري لا يظهر ظهورا مباشرا. فاعل غير ظاهر. السيد رئيس الحكومة يواجه «الجنون» باسم الله الرحمن الرحيم! الله يكون ف عوانك. عفاريت السيد بنكيران تسمية أخرى لجيوب المقاومة. العفاريت تسكن في طيات الإدارة المغربية وترفض مغادرة ثناياها وتسليم مفاتيحها إلى المعنيين بأمرها. ما زالت تتحكم في إغلاق الأبواب وفتحها في وجه من أرادت. تتصرف تبعا للدفاع عن مصالحها والحفاظ على نفوذها السري. يحتاج الأمر إلى قراءة المعوذتين. إن لم تنفع هذه القراءة فلا مفر من التزود ب«البخور» واستدعاء «فقها» من طينة خاصة، ومن الأحسن أن يكونوا من حفظة «الدمياطي»، لصرع هذه الكائنات غير المرئية التي لا تراها عين الآدميين، مع الرهان على اتخاذ القرارات الحاسمة أثناء الشهر الفضيل حيث تقيد الجن والعفاريت والمردة بالسلاسل. من يواجه هذه الكائنات النارية قد يتعرض للأذى. «يتشيّر» الله يحفظ. تشير إليه فيصاب بالشلل أو الخلل! العفاريت تقف خلف ما سيصيب الحكومة من عاهات، وما سيلحقها من ارتخاء في همتها، ويجعلها من ذوي الاحتياجات الخاصة! وضع لا يحسد عليه رئيس تلك الحكومة؛ ورغم أنه يتلقى الدعم من كل الذين يلتقي بهم في طريقه ويرددون أمامه مشجعين «الله يعاونكم والله ينصركم عليهم»، فما زال يتساءل في استغراب «ما عرفتش شكون هما هادوك “عليهم”؟!». هادوك الجنون اللي ما تيبانوش باسم الله الرحمان الرحيم، ويبقى الحل الوحيد في اتقاء شر هذه الكائنات النارية هي العبارة التي ختم بها السيد رئيس الحكومة كلامه حين قال «نتمنى تخرج العاقبة بخير... والسلام عليكم». جمال زايد